من الواضح أن فصول توزيع المازوت سواء أكان المنزلي أم الزراعي لن ينتهي حتى مع نهاية شتاء كل عام، فمع عدم توزيع المادة على المواطنين في مختلف المحافظات السورية، يتخلل مشاجرات وفوضى في آلية توزيع المازوت الزراعي.
ويمكن تلخيص المشهد كالآتي: “صهريج مازوت” يصل محطة محروقات في مدينة طرطوس، وبفعل آلية التوزيع المقررة من الوزرات المعنية والموصوفة “بالسيئة”، تؤدي ما تؤديه من صراخ ومشاجرات ومسبات وفوضى.
فلاحو المحافظة كانوا اشتكوا عبر وسائل إعلام محلية، وهم من شملهم الدعم الحكومي، من صعوبة الحصول على مخصصاتهم، إذ ذكروا بأنهم يستلمون المادة عن طريق الوحدات الإرشادية ومنذ فترة بسيطة قامت الحكومة بأتمتة هذه المادة عن طريق البطاقة، ومن ثم حددت الجهات المعنية الكمية المخصصة لكل مزارع وأقرت أن يستلمها من محطات المحروقات، ما أدى إلى حصول ازدحام كبير وفوضى عارمة على المحطة التي يرسلون لها طلب المازوت.
وتساءل المشتكون عن سبب عدم اعتماد مبدأ الرسائل، بحيث لا يذهب المزارع إلى أي محطة محروقات لاستلام مخصصاته إلا إذا وصلته رسالة مثل رسائل البنزين، حيث إن من شأن ذلك، وبحسب وصفهم، منع المشكلات والفوضى والخلافات بين المزارعين الموجودين ومنع المعاناة وهدر الوقت، كما سألوا عن عدم إرسال المازوت الزراعي لجميع محطات المحافظات، بحيث تخفف من معاناتهم ريثما يطبق نظام الرسائل.
وحيال الأمر، أكد رئيس اتحاد فلاحي طرطوس “فؤاد علوش” صحة الشكوى، مشيراً إلى أن سبب المعاناة يعود لعدم وضع آلية مناسبة لتوزيع مادة المازوت الزراعي وفق الكميات التي خصصت للمحافظة، واعتبر أن ما يحصل في محطة المحروقات التي يأتيها طلب مازوت زراعي غير مقبول على الإطلاق كونها تعم الفوضى والصراخ والمشكلات بسبب الازدحام.
وأشار “علوش” إلى أن الاتحاد رفع كتاباً للجنة المحروقات بالمحافظة وآخر لفرع الحزب وثالث للاتحاد العام للفلاحين حول هذا الواقع، واقترح فيها عدة حلول للخروج من الأزمة الخانقة التي يعانيها الفلاحون نتيجة ضياع وقتهم وجهدهم، حيث يترقبون المحطة التي تعطى “المازوت” في منطقتهم ويذهبون ويعودون عدة مرات دون جدوى نتيجة الازدحام والفوضى.
وأهم هذه المقترحات، بحسب علوش، زيادة مخصصات المازوت الزراعي للمحافظة بحيث تتوافق مع الاحتياج الفعلي وتكون الزيادة مقسمة شهرياً على مدار العام، والعمل بنظام الرسائل والتوطين داخل المحطات، واقتراح التوزيع بموجب جداول حسب الاحتياج الشهري وبما يتناسب مع الكمية المخصصة للمازوت الزراعي شهرياً، ويكون التوزيع بالصهاريج إلى الفلاحين وهذه الآلية لاقت استحساناً من الفلاحين سابقاً، إلى حين العمل بنظام الرسائل والتوطين وعدم اقتطاع حاجة المحطة المتنقلة لنقل البضائع من المرفأ من حصة المازوت الزراعي في المحافظة، كما يحصل الآن.
ورغم إحاطة محافظ طرطوس بالأمر، ووعده بالرد على هذا الأمر وتوجيه الجهات المعنية بغية حله، إلا أنه ورغم مرور أكثر من عشرة أيام على وعده لم يتغير الحال، حتى أنه ما من جواب رده المحافظ أو مكتبه الإعلامي وحتى عضو المكتب التنفيذي.
أقرأ أيضاً:
دراسة تكشف : الأسر السورية تكتفي بوجبتين فقط يومياً
غرفة صناعة حلب تطالب بالمساواة بالكهرباء مع باقي المحافظات للمناطق الصناعية