أردوغان "المتناقض انتخابياً"

أردوغان “المتناقض انتخابياً”

لا أحد يحسد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على موقفه الانتخابي بعدما أفرزت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية تقاربا بينه وبين منافسه القوي كمال كليجدار أوغلو، ما دفع بهما الى جولة انتخابات ثانية حاسمة يوم الثامن والعشرين من الشهر الجاري لتحديد من هو الرئيس التركي القادم.

حتى استطلاعات الرأي بدت مكبلة تجاه من هو الفائز المحتمل بمنصب الرئاسة التركية، الأمر الذي دفع بأردوغان إلى مناقضة نفسه في قضايا داخلية وخارجية ما يشي بتخبط خياله السياسي ومواقفه التي تؤكد أنه يقبع في حالة اضطراب داخلي وخشية من نتائج الجولة الانتخابية الثانية التي قد تطيح بآماله.

وهنا نسلط الضوء على ملف من الملفات التي بدا فيها أردوغان متخبطا ما بين تصريح وآخر وهو الملف السوري الذي يدخل في صلب الانتخابات الرئاسية، فالرئيس التركي يدلي كل يوم بتصريح يناقضه في اليوم التالي.

 

أردوغان "المتناقض انتخابياً"

 

وفي هذا السياق صرح أردوغان أمام ناخبيه في إسطنبول مؤخراً، بأنه لا يرى وجود أي عائق أمام لقائه بالرئيس السوري بشار الأسد، وادعى أن العلاقة التي تجمعه بعائلة الأسد كانت طيبة، “لكن تطورات معينة تكشفت لسوء الحظ ما أدى إلى تدهور علاقتنا وذلك التفكك تسبب في انزعاجنا أيضاً” حسب تعبيره.

وفسر المحللون تصريح أردوغان أنه جاء ليؤكد بأن الرئيس التركي أصبح جاهزا للاتفاق مع الدولة السورية بشأن الانسحاب التركي المبرمج من الأراضي السورية التي يحتلها فيها.

فيما فسره آخرون أنه دعاية انتخابية في محاولة لكسب ود بعض التيارات العلمانية في تركيا والتي تطالب بالتصالح مع دمشق والانسحاب من أراضيها.

وعاد أردوغان ذاته ليطلق تصريحا جديدا، مناقضا تصريحه السابق قائلا “التهديدات الأمنية لاتزال تنطلق من شمال سوريا ولن نسحب جنودنا من هناك حتى القضاء على ما سماه “الإرهاب الكردي”.

أردوغان المتخبط في تصريحاته تجاه سوريا تؤكد أنه لا يؤتمن جانبه سياسيا ولا ميدانيا ولا يمكن الوثوق بوعوده التي طالما نكث بها على مر التاريخ.

الرئيس الأسد يدرك حقيقة النظام التركي حيث أكد في قمة جدة العربية في كلمته قائلا “إن العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم.. لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً بحق الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند خطر الفكر العثماني التوسعي المطعم بنكهة إخوانية منحرفة”.

هذه الحقيقة، فالنظام التركي الحالي لن يستطيع الخروج من عباءة الفكر العثماني التوسعي أولا، ولا من عباءة الفكر الإخواني الذي كان يتغنى بأنه العراب له بل خليفته ثانياً، فالتاريخ يعلمنا أن العثماني لا يؤتمن وعده ولا عهوده التي طالما نكث بها مراراً، وخصوصا فيما يخص القضايا العالقة مع سوريا منذ فجر التاريخ.

 

أديب رضوان-سونا نيوز

 


 

أردوغان "المتناقض انتخابياً"

أقرأ أيضاً: ما بين سطور القمة

 

أردوغان "المتناقض انتخابياً"

أقرأ أيضاً: “قمة الرئيس الأسد” في جدة

 

عن hasan jaffar

شاهد أيضاً

موقع إعلامي أمريكي يكذب "البنتاغون" و يكشف حقيقة قاعدة البرج الأمريكية شمال الأردن ؟

موقع إعلامي أمريكي يكذب “البنتاغون” و يكشف حقيقة قاعدة البرج الأمريكية شمال الأردن ؟

موقع إعلامي أمريكي يكذب “البنتاغون” و يكشف حقيقة قاعدة البرج الأمريكية شمال الأردن ؟ بعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *