أردوغان و"دموع التماسيح" على غزة

أردوغان و”دموع التماسيح” على غزة

التصريحات التي يدلي بها ودموع التماسيح الكاذبة التي يذرفها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان تجاه قطاع غزة والمنتقدة للاحتلال الإسرائيلي والمتشدقة بالدفاع عن القدس والقضية الفلسطينية، ما هي في الحقيقة إلا متاجرة بالقضية وليس دفاعاً عنها.

التقارير الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية لا تظهر “تركيا” ضمن الدول “العدوة” لها وهو ما يعني أنها لا تشكل تهديداَ أمنياَ لإسرائيل، فالمتابع للعلاقات الإسرائيلية – التركية، يجد أنها لم تتوقف أبداً بل نمت في عهد “السلطان العثماني الجديد”.

فالوقائع تدحض كذب اردوغـان ونظامه السياسي تجاه ما يجري في قطاع غزة من مجازر ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي يومياً بحق الفلسطينيين فيه، فأروغـان خير مثالٍ على المتاجرة بالقضية الفلسطينية، وفق مراقبين، فمع بدء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع ، دعا أردوغان في أولى تصريحاته إلى ضرورة ما سماه “ضبط النفس” من قبل جميع الأطراف، رغم عدم توازن القوى بين كيان الاحتلال والمقاومة الفلسطينية .

وبعد مرور أيامٍ قليلةٍ على هذا التصريح، أكدت وسائل إعلامٍ إسرائيلية وصول سفينةٍ تركيةٍ إلى ميناء حيفا، محملةٍ بقرابة خمسة أطنان من الخضروات.

العديد من وسائل الإعلام التركية والعالمية تساءلت عن سبب تراجع أردوغـان عن مواقفه تجاه ما يجري في فلسطين المحتلة، وخاصة أنه اعتاد على ما أسمته “صوتاً عالياً”  بادعاء الحرص على حياة الفلسطينيين.

مصادر تركية معارضة قرأت التحولات والتبدلات في مواقف وخطابات أردوغـان بالنظر إلى تاريخه المعروف في المتاجرة بقضية فلسطين ومعاناة شعبها والسعي وراء تحقيق مصالح شخصية، فأردوغان خلع عنه قناع “البطولة” وطوى صفحة الاستعراضات الإعلامية التي اعتاد اللجوء إليها واتجه نحو لهجة مختلفة توازي بين الجلاد والضحية وتضع كيان الاحتلال وما يرتكبه من جرائم مروعة في كفة متوازية وواحدة مع الفلسطينيين الذين يئنون تحت وطأة العدوان الإسرائيلي الهمجي المتواصل حتى كتابة هذه السطور.

 

 

أردوغان و"دموع التماسيح" على غزة

 

تقارير إخبارية وإعلامية كثيرة تحدثت عن قيام النظام التركي بطرد “إسماعيل هنية” رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” من تركيا، ما استدعى طرح أسئلة كبيرة داخل تركيا وخارجها حول بدائل أردوغـان الجديدة ، وما هي الفائدة التي ستحملها إليه ودفعته إلى مثل هذه النقلة غير المفاجأة لمن يعرفه جيداً كتاجر بكل شيء.

التحول الذي ناقشه محللون سياسيون ووسائل إعلام مختلفة اتضح مؤخراً في لهجة النظام التركي ورموزه بمن فيهم أردوغـان إزاء “إسرائيل” وجرائمها بحق الفلسطينيين إذ جاءت تصريحات رئيس النظام التركي بشأن عملية “طوفان الأقصى” وكأنها تساوي بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وما ترتكبه من جرائم وبين المقاومة التي ترد وتتصدى لهذه الجرائم، كما أن تركيا استخدمت منذ تاريخ العملية في السابع من تشرين الأول الجاري لهجة وصفها محللون بأنها “محايدة”، واكتفت بإدانة الخسائر في أرواح المدنيين.

وبالنظر إلى كونه المستثمر الأفضل والمتاجر الأكبر في القضية الفلسطينية وغيرها من الأزمات السياسة والعسكرية فإن موقف أردوغان الواضح وردود أفعال نظامه الباردة إزاء جرائم “إسرائيل” الجديدة في غزة يطرح تساؤلات كبيرة عن الثمن الذي سيحصل عليه أردوغان على حساب دماء الأطفال والأبرياء في غزة، وعن المقابل الذي وعد به ليتخلى عن الاستثمار بمآسي الفلسطينيين وخلع ثوب المدافع عنهم.

ورغم الدور الذي حرص أردوغان على تمثيله على مدى سنوات من إطلاق التهديدات والوعود بالتصدي لجرائم “إسرائيل” والتجييش الإعلامي المرافق لتصريحاته الطنانة في محاولة لتصوير مواقفه على أنها بطولية، إلا أن العلاقات التي تجمع بين أنقرة و “إسرائيل” أوضح من محاولات إخفائها أو تمويهها بمواقف وأقوال استعراضية فقط.

أردوغان الذي اعتاد المتاجرة بالقضية الفلسطينية قال في عام 2016 “علينا القبول بحقيقة أننا بحاجة لإسرائيل، وزار عام 2005 قبر مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هيرتزل ووضع إكليلاً من الزهور عليه، كما أن تركيا تعتبر ثاني أكبر حاضنة لمصانع أسلحة جيش الاحتلال بعد الولايات المتحدة، وتعد “إسرائيل” واحدة من بين أهم الأسواق الخمسة للبضائع التركية، فلا يمكن لأردوغان مهما بالغ في استعراضه اللفظي ومهما حاول اللعب على أوتار القومية والوطنية والإنسانية أن يخفي ما يجمعه من علاقات متينة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

ادعاء أردوغان حرصه على القضية الفلسطينية بعد الشعارات الرنانة التي كان يطلقها، ما هو إلا نزعٌ للقناع عن الوجه الحقيقي لأردوغـان، الذي لا يترك ملفاً أو أزمةً إلا ويسعى للاستفادة منها ورغم هذا تبقى القضية الفلسطينية أسمى من أن يتاجر بها أردوغان وغيره أو أن يقايض بها في بازارات مصالحه السياسية أو الدولية .

أديب رضوان -سونا نيوز


 

عدوان "الكيان"  يفضح معايير الغرب المزدوجة 

أقرأ أيضاً:عدوان “الكيان”  يفضح معايير الغرب المزدوجة 

 

"طوفان الأقصى".. ما بعده ليس كما قبله

أقرأ أيضاً:“طوفان الأقصى”.. ما بعده ليس كما قبله

 

عن hasan jaffar

شاهد أيضاً

طوفان الأقصى وحدة الساحات

طوفان الأقصى وحدة الساحات

برز جلياً مؤخراً مصطلح ” وحدة الساحات” بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *