ضمن سياسة التغيير الديموغرافي.. أنقرة تواصل بناء الجمعيات السكنية لتوطين مسلحيها في مناطق شمال حلب
شهد ريف حلب الشمالي خلال اليومين الماضيين، افتتاح عدة جمعيات سكنية، تم إنشاؤها مؤخراً بتعاون بين منظمتي الهلال الأحمر التركي ونظيره القطري، بغية توطين المزيد من المسلحين وعائلاتهم الذين كانوا وصلوا في وقت سابق إلى ريف حلب قادمين من عدة محافظات سورية.
وبحسب ما رصده “سونا نيوز”، فإن وفداً قطرياً ترأسه الأمين العام بالوكالة لمنظمة الهلال الأحمر القطري “فيصل العمادي”، وصل أمس الأحد إلى شمال حلب، وبادر لافتتاح جمعية سكنية جديدة حملت مسمى “قرية النصر الخيرية”، بُنيت في منطقة جرابلس أقصى ريف حلب الشمالي الشرقي، بسعة وصلت إلى 80 شقة سكنية.
كما افتتح رئيس الوفد القطري يرافقه مسؤولون أتراك، جمعية ثانية قرب قرية “كفر كلبين” التابعة لبلدة “أخترين” بريف منطقة أعزاز تحت مسمى “جمعية روافد الخير”، التي تم إنشاؤها على مدار الأشهر الست الماضية بتعاون بين الهلال الأحمر القطري ومنظمة “آفاد” التركية وجمعيات تركية أخرى جميعها تحمل الطابع الإخواني، حيث تضمنت تلك الجمعية أيضاً ما يقارب /80/ شقة سكنية مخصصة للمسلحين وعائلاتهم المقيمين في المخيمات المحيطة بمدينة أعزاز.
ووفق المعلومات الواردة فإن الجمعيتين الجديدتين بُنيتا بدعم من رجال أعمال قطريين، فيما كشف رئيس الوفد القطري خلال تصريح لوسائل إعلامية معارضة، عن وجود ثلاثة قرى أخرى قيد التنفيذ في مناطق مختلفة من ريف حلب، بالتعاون بين قطر وتركيا، وبسعة تصل إلى نحو /1300/ شقة.
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر محلية من منطقة عفرين لـ “سونا نيوز”، بأن القيادة العسكرية التركية الموجودة في المنطقة، افتتحت خلال اليومين الماضيين جمعية سكنية جديدة، “مستوطنة” وفق ما يسميها السكان المحليون، قرب قرية “متينا” بناحية “شرّان” شرق مدينة عفرين، تحت اسم “جمعية خبز الخير”.
وضمت الجمعية الجديدة /125/ منزلاً، تم بناؤهم بتمويل مشترك من عدة جمعيات كويتية، فوق أراضٍ كانت استولت عليها القوات التركية في وقت سابق من أصحابها تحت تهديد سلاح الفصائل الموالية لها، بهدف توطين دفعة من المسلحين وعائلاتهم الذين كانوا وصلوا إلى عفرين قبل عدة سنوات قادمين من غوطة دمشق، بعد تمكن الجيش السوري من تحريرها.
ولا تعتبر خطوة افتتاح الجمعيات السكنية في مناطق شمال حلب بالأمر الجديد، حيث كانت شهدت مناطق ذلك الريف، وخاصة منطقة عفرين، على مدار السنوات الماضية، بناء العشرات من الجمعيات التي تهدف تركيا من خلالها إلى إسكان المسلحين الموالين لها وعائلاتهم ممن كانوا فرّوا إلى ريف حلب من المواجهات مع الجيش السوري في عدة محافظات كحمص وحماه وإدلب وريف دمشق.
كما تندرج سياسة بناء الجمعيات وتوطين المسلحين، ضمن سلسلة طويلة من الخطوات التي تنتهجها أنقرة لتحقيق التغيير الديموغرافي في عموم مناطق ريف حلب الشمالي، وفرض الطابع الإخواني الموالي بالمطلق لأنقرة على المشهد السكاني العام، فيما تجدر الإشارة إلى أن معظم تلك الجمعيات بُنيت بالتشاركية بين الحكومة والمنظمات التركية من جهة، والعديد من المنظمات والجمعيات الإخوانية التابعة لدول مختلفة كالكويت وقطر والإمارات وكندا… من جهة ثانية.
أقرأ أيضاً:
قبيل اجتماع مجلس الأمن غدا.. سوريا “تحدد شروط” وسجال جديد بين موسكو وواشنطن بشأن اداخل المساعدات
تسريبات جديدة تكشف مخطط أمريكي لاستنساخ نموذج “قسد” في السويداء