مع صدور التعيينات الجديدة رؤساء الأقسام في الكليات، ومديري المعاهد التقانية في الجامعات السورية، وبعد المباركات وتدوير الأسماء، نسأل أين المعرفة في الجامعات ومخابرها التي خسرت عليها الدولة ما خسرته مغطاة يكسوها الغبار، والسبب عدم توفر الكهرباء أو عدم توفر الكادر الفني لإدارتها أو الرغبة لدى الكادر التدريسي لتدريب الطلاب عليها كونه يلحقون همومهم، والهم الأول تأمين لقمة العيش والبحث عن وظيفة وعمل آخر محترم.
وفي الوقت الذي يلهث الطلاب خلف التعليم ويدفعون مئات الملايين من أجل الحصول على شهادة جامعية، ومنهم من يدفع الملايين من أجل إكمال تدريبه في المعاهد والأكاديميات الخاصة تتخلى الجامعات بحسب أستاذ جامعي في كلية الهندسة المعلوماتية فضل عدم ذكر اسمه في تصريح خاص “لسونا نيوز”عن وظائفها وأهدافها في التعليم والقيام بالبحث العلمي وخدمة المجتمع. الوظائف الأساسية التي وجدت الجامعات من أجلها وأصبحت تسمع عن قصص وروايات بحق الأساتذة تخجل بأن تقول انك تنتمي إلى هذه الفئة.
وتابع الأستاذ الجامعي صحيح هم قلة قليلة لكن هذه الظاهرة في تزايد، وقبل سنوات لم تكن تسمع بها على الرغم من أن المجتمع والجيل الماضي لم يكن بالمستوى التعليمي الموجود اليوم، وهذا يفرض السؤال الأساسي الذي يجب على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التركيز عليه، أين المعرفة في الجامعات؟ ولماذا تنقطع الكهرباء عن المخابر ويتم وصلها إلى مئات الخطوط الساخنة في كل محافظة؟ وكيف ستنتشر المعرفة في التعليم النظري ومع قصصات الأوراق التي تطبعها المكتبات والمخصصة للنقل في الامتحانات.
وبين الأستاذ الجامعي أن الوظيفة الأولى للجامعة هي التعليم لتنمية شخصية الطالب وإعداده للعمل المستقبلي، والوظيفة الثاني هي البحث العلمي وإنتاج المعرفة، والوظيفة الثالثة هي خدمة المجتمع والانفتاح عليه ومساعدته على استغلال موارده.
وحول غياب دور أساتذة الجامعات عن الساحة العلمية والمعرفية وعن غياب دورهم في المشاركة حل الأزمة الاقتصادية وما يعانيه المواطن السوري من تبعات التخبط في الاقتصاد السوري والتضخم الكبير غير المبرر القائم بين الأستاذ الجامعي كيف يمكن لنا أن نساعد في حل المشكلة القائمة والحكومة غير معترفة بها، ولا نتطلع على الأرقام الدقيقة ولا على الخطط ولا على ما تفكر به، الحكومة رسمت لنا خطتها 2030 وبينما نحن في مرحلة النمو بحسب الخطة تجد أن الواقع الاقتصادي في تدهور كبير ومستمر ولا نعرف ما هو السبب، وبينما الإنتاج السوري في تزايد والأسواق عامرة بالمنتجات تجد أن التصدير في تحسن والاستهلاك الداخلي في تراجع، والمواطن السوي جائع ولماذا لا أحد يعرف.
وأكد الأستاذ الجامعي أن إدارة المعرفة تكتسب أهميتها من خلال الأهداف التي تسعى لتحقيقها، وترجمتها إلى سلوك عملي وتحقيق الأهداف الإستراتيجية للحكومة إلا انه وللأسف الجامعات لا تقوم بهذا الدور، والمخابر مغطاة، ومنها من عشرات الأعوام لم تفتح، وبعض الأساتذة لا يدخل طلابه للمخبر، وبعض الطلاب تدخل للجامعة وتتخرج ولا تدخل ولا مرة للمخابر وتشاهدها عن بعد يعلوها الغبار، فعن أي معرفة تتحدث وعن أي أداء لمؤسسات الدولة وشفافية في ظل غياب المعلومة.
وقال الأستاذ الجامعي للأسف نحن أصبحنا بعيدين جدا عن تطبيق المعرفة، وخاصة في الوقت التي أصبحت بض الدول تطبق المعرفة على المدارس الحكومية مستفيدة من تطور تقنيات التكنولوجيا والاتصالات، بينما لدينا في سورية هناك حصار حقيقي على استخدام التكنولوجيا، والطالب الذي يحتاج إلى التاب والكمبيوتر لإتمام مشروعه العلمي أصبح يحلم به، وهناك بعض الخرجين من الجامعات لا يعرفون إجادة استخدام هذه الوسائل فعن أي معرفة تتحدث.
مخابر الجامعة
مخابر الجامعة
أقرأ أيضاً:
خطة لمنح قروض لعشرة آلاف طالب جامعي!.. التعليم العالي يشرح سبب إلغاء التسجيل المباشر للأدبي
رسوم الجامعات الخاصة في سوريا ترتفع بنسبة “70%”.. ما هي المبررات؟