استنزاف الحوامل المائية الجوفية وتخفيض حصة سوريا من مياه “الفرات” مبعث قلق الحكومة
تنذر الإجراءات التركية المتعلقة ببناء السدود وتقليل حصة سوريا من مياه نهر الفرات، بالخطر، لا سيما على المناطق الشمالية الشرقية، فضلاً عن التبعيات المحتملة في المستقبل.
وبالتوازي، فإن استنزاف الحوامل المائية الجوفية وصل إلى العديد من الأحواض السورية، خاصة قي المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية، وهذا ما يبعث على القلق بسبب الاستجرار غير المنضبط للمياه الجوفية، وذلك ما جاء على لسان معاون وزير الموارد المائية “جهاد كنعان”.
وخلال تصريحات صحفية أكد معاون الوزير أن الحكومة لجأت إلى إصدار عدد من القرارات التي تساعد على ضبط هذا الاستجرار وترشيده بما يساهم في تحقيق الأمن المائي الوطني، ومن جملتها القرار الخاص بضبط وترشيد الاستجرار من الحوامل المائية الجوفية والخاص بتمويل الطاقة البديلة للآبار الزراعية.
وأشار كنعان إلى أن إجراءات الاحتلال التركي الذي يتعمد قطع مياه الشرب من آبار علوك عن مدينة الحسكة وضواحيها الواقعة تحت احتلاله، سبب في حرمان أهالي الحسكة من مياه الشرب، وهو ما يهدد الصحة العامة للمواطنين في انتهاك واضح لشرعة الأمم المتحدة التي اعتبرت الوصول الآمن إلى مياه الشرب من حقوق الإنسان وجرمت استخدام المياه كسلاح في النزاعات.
ولفت كنعان النتباه إلى أن تخفيض الممرر من نهر الفرات بصورة كبيرة عما هو وارد في البروتوكول المؤقت لعام 1987 تسبب في التأثير سلباً في كل القطاعات المعتمدة على هذه المياه في كل من سوريا والعراق معاً.
وفيما يتعلق بتوصيات الوزارة لمواجهة تحديات التغيرات المناخية، بيًن كنعان أن تحديات التغير المناخي وآثاره السلبية على الواقع المائي في سوريا تعتبر من الهموم التي توليها الوزارة غاية الأهمية، موضحاً أن إستراتيجية الوزارة بهذا الخصوص تتمثل في تحسين إدارة المياه على مستوى الأحواض المائية، وتحسين إدارة الطلب على المياه في كل القطاعات واستخدام تقنيات حصاد المياه المختلفة والتعاون والتنسيق مع الوزارات الشريكة والمنظمات الدولية لوضع إستراتيجيات مشتركة للتكيف مع هذه التغيرات والتخفيف منها.
وأشار إلى إعادة النظر في معايير تصميم مشاريع الموارد المائية بما يتلاءم مع الواقع الناشئ عن هذه التغيرات، وتعزيز دور البحوث العلمية الهادفة إلى التخفيف من الآثار السلبية للتغير المناخي والمحافظة على الأمن المائي لسوريا.
ورأى أن تغير الأنماط المناخية يؤثر سلباً في مستويات المياه السطحية والجوفية، مبيناً أن تغير هذه الأنماط يكون إما بتراجع الهطل المطري وبالتالي تراجع الواردات المائية وإما بالخلل في توزع الأمطار الذي ينتج عنه شدات عالية تتسبب بالفيضانات والأضرار ويصعب الاستفادة من مياهها. يضاف إلى كل ذلك تراجع الغطاء الثلجي على الذرا والمرتفعات التي يعتمد عليها في إمداد الينابيع والأحواض الجوفية بالمياه.
أقرأ أيضاً:
في ظل الحديث عن تعزيزات عسكرية لـ “قسد”.. وقفة احتجاجية في القرى السبع شرق نهر الفرات رفضا للاحتلال الأمريكي
حملت رسالة تطمين وتكذيب لما يُشاع.. محافظ دير الزور يفتتح مشاريع ويلتقي السكان في البلدات السبع شرق نهر الفرات