اشتباكات عنيفة بين مسلحي تركيا شمال حلب تُسفر عن إصابات بين المدنيين
شهدت قرية “كفر كلبين” الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا ليلة أمس، اشتباكات داخلية عنيفة فيما بين أفراد مسلحين ينتمون إلى إحدى عائلات القرية، جراء خلافات شخصية متعلقة بثأر قديم.
مصادر محلية من منطقة أعزاز قالت لـ “سونا نيوز”، أن الصراع بين المسلحين بدأ إثر ملاسنة كلامية فيما بين عدد من المسلحين المنتمين إلى عائلة “جنيد”، حول مسألة عدم أخذهم بثأر أحد أفراد العائلة الذي كان قُتل سابقاً على يد مسلحين من قرية “منغ”، لتتطور الملاسنة لاحقاً إلى مشاجرة واشتباكات بالأيدي.
اشتباكات عنيفة بين مسلحي تركيا شمال حلب تُسفر عن إصابات بين المدنيين
وكما هو الحال في كل مرة، تدخل باقي أفراد العائلة المنتمين بمعظمهم إلى مجموعات مختلفة من فصائل أنقرة، لتتفاقم المشاجرة إلى حد الاشتباك بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وسط اتساع متزايد لرقعة الصراع في القرية، ولأعداد المسلحين المشتركين فيها.
واستمرت الاشتباكات بين المسلحين إلى وقت متأخر من ليل أمس، وتسببت من حيث النتيجة بإصابة /10/ على الأقل من أطراف الصراع، فيما ألحق الرصاص العشوائي والقنابل المتبادلة خلال الاشتباكات، /5/ إصابات في صفوف المدنيين، إلى جانب التسبب بأضرار مادية جسيمة لحقت بعدد من منازل القرية.
اللافت أنه وفي خضم كل تلك الاشتباكات، وقف مسلحو فصيلا “الشرطة المدنية” و”الشرطة العسكرية” موقف المتفرّج، دون أن يتمكنوا من التدخل ووقف الصراع وفرض الأمن على أطراف القرية، وفق المهام التي من المفترض أنها منوطة بالفصيلين، حيث لم يتوقف الاقتتال إلا بعد تدخل عدد من كبار وجهاء القرية والقرى المجاورة لها على مبدأ “تبويس الشوارب”.
ويندرج صراع الأمس، ضمن سلسلة طويلة من الصراعات والانقسامات الداخلية التي عاشتها مناطق سيطرة تركيا وفصائلها في ريف حلب الشمالي الغربي على وجه التحديد، حيث كانت شهدت السنوات الماضية مئات الصراعات التي دارت بين الفصائل لأسباب غالباً ما تتعلق بالخلافات على عمليات التهريب وتقاسم المسروقات وتوزيع مناطق النفوذ، ما تسبب بأعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين القاطنين ضمن تلك المناطق.
كما تعكس اشتباكات “كفر كلبين”، استمرار حالة التردي والانفلات الأمني الذي تعيشه مناطق سيطرة فصائل أنقرة شمال حلب، إضافة إلى العجز الواضح من قبل الفصائل عن ضبط وإدارة الأوضاع الأمنية ضمن مناطق سيطرتهم، رغم كل الدعم والتجهيزات الحديثة التي تُزودهم بها تركيا بين كل حين وآخر.
زاهر طحان – سونا نيوز
اقرأ أيضاً: