هاجمت مجموعات من مسلحي ما يسمى بـ “الشرطة العسكرية” التابعة لفصائل أنقرة، خيمة الاعتصام التي أقامها مدرّسو مدينة “الباب” مؤخراً احتجاجاً على واقعهم المعيشي المتردي بفعل تدني الرواتب، وعلى سوء الأوضاع التعليمية التي تعاني منها مدارس المدينة بشكل عام.
وأفاد شهود عيان من مدينة “الباب” الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها شمال شرق حلب لـ “سونا نيوز”، بأن عدداً كبيراً من مسلحي “الشرطة العسكرية”، اقتحموا خيمة اعتصام المدرسين وأشهروا السلاح في وجوه المشاركين، قبل أن يعتدوا بالضرب على بعضهم، ويجبرونهم على مغادرة الخيمة.
وبعد إفراغ خيمة الاعتصام، سارع المسلحون إلى إزالتها بشكل كامل ومصادرتها، وسط حالة غضب واحتقان كبيرة سواء من قبل المعلمين، أو من الأهالي الذين شاركوا في الاعتصام، فيما أعلن عدد من المعلمين على الملأ نيتهم التوقف عن مهنة التعليم بشكل كامل احتجاجاً على ما تعرضوا له في الخيمة.
وأعقب إزالة الخيمة، خروج مظاهرات احتجاجية من قبل المعلمين، بمشاركة غفيرة من أهالي مدينة “الباب”، الذين أكدوا دعمهم لمطالب المعلمين، ورفضهم المطلق لما تعرضوا له من ضرب وإهانات داخل خيمة الاعتصام من قبل مسلحي أنقرة، حيث طافت المظاهرات مختلف أحياء المدينة، قبل أن يبادر مسلحو “الشرطة المدنية” إلى مهاجمتها، والاعتداء بالضرب على المشاركين فيها.
وأوضحت المصادر لـ “سونا نيوز” بأن موجة احتجاجات كانت بدأت قبل عدة أيام، طالب معلمو “الباب” خلالها بتحسين أوضاعهم المعيشية المتردية عبر زيادة الرواتب المخصصة لهم، إضافة إلى حمايتهم من نفوذ وتسلط قياديي الفصائل، وتحسن الواقع المتردي الذي تعانيه مدارس المدينة وخاصة على صعيد نقص التجهيزات اللازمة.
وفي ظل فشل الاحتجاجات التي تخللتها مظاهرات واسعة استمرت على مدار اليومين الماضيين، في تحقيق هدفها، لجأ مدرّسو “الباب” إلى إنشاء خيمة للاعتصام السلمي في ساحة المدينة، معلنين توقفهم عن العمل والاستمرار في اعتصامهم لحين تلبية مطالبهم، قبل أن تتصاعد وتيرة الأحداث ظهر اليوم من خلال اقتحام المسلحين للخيمة واعتدائهم على المشاركين.
وتشهد مناطق سيطرة أنقرة وفصائلها بين كل حين وآخر، مظاهرات واحتجاجات واسعة سواء من قبل الأطباء أو المعلمين الرافضين لواقعهم المعيشي المتردي، ولما يتعرضون له من ظلم وانتهاكات على يد قياديي الفصائل في المشافي والمدارس، عدا عن المظاهرات الشعبية الأخرى التي يخرج بها أهالي تلك المناطق بشكل عام لأسباب مشابهة.
حلب – زاهر طحان