الاحداث تستعر في الجزيرة السورية.. بانتظار ان تعلن العشائر ارتداء العباءة الوطنية
يزداد مسرح الأحداث في منطقة الجزيرة السورية اشتعالاً بعد مضي أربعة أيام على اندلاع الاقتتال بين “قسد” من جهة وعناصر مجلس دير الزور العسكري الذي يمكننا القول إنه انشق عنها يسانده أبناء العشائر العربية على الجهة المقابلة على خلفية اعتقال قائد المجلس أحمد الخبيل (أبو خولة) وعدد من متزعمي المجلس يوم الأحد الفائت في مدينة الحسكة.
الاشتباكات الدامية التي تمتد على كامل مساحة ريف دير الزور التي تقبع تحت نير الاحتلال الأمريكي لم تهدأ وشهدت خلال اليومين الماضيين قتالاً عنيفاً في الكثير من المناطق التي تعد هامة على صعيد الموقع الجغرافي والاستراتيجي.
ومع إعلان أبناء العشائر وقوفهم بمواجهة “قسد” تعرضت الأخيرة لضربات موجعة على صعيد العتاد والأفراد حيث قتل عدد من قادتها وعلى رأسهم القيادي الكردي المنحدر من جبال قنديل المدعو “صرحات” قائد الحملة العسكرية لـ “قسد” إلى ريف دير الزور الذي تمّ استهدافه في منطقة أبو خشب في ريف دير الزور الشمالي.
العباءة الوطنية
اقتتال في الجزير السورية
والقيادي الكردي “مصطفى كوباني” الذي تمّ استهدافه على طريق الرقة دير الزور، إضافة الى سقوط الكثير من عناصرها بين قتيل وجريح ووقوع مسلَّحين آخرين أسرى بيد عناصر المجلس العسكري وأبناء العشائر الذين أعطبوا العديد من الآليات في مناطق متفرقة وقاموا بقطع الطرقات لمنع وصول إمدادات “قسد” لمناطق مختلفة في ريف دير الزور وطرد عناصرها من العديد من المناطق كان آخرها مدينة أبو حمام بالريف الشرقي.
الأمر الذي زاد من حدَّة تعامل “قسد” مع الموقف التي قامت بمحاصرة الأهالي في كل من العزبة والضمان وحاولت اقتحام مناطق أخرى وارتكبت جرائم مروعة بحق الأطفال والنساء حينما قامت بتنفيذ اعدامات ميدانية كان أبشعها قتل أحد الأطفال ووالده في بلدة العزبة واحراق امرأة وطفلها الرضيع في بلدة الضمان الأمر الذي سيدفع الأمور إلى تصعيد أكبر وقتال أشرس خلال الساعات القادمة.
لاسيما وأن “قسد” قد أعلنت يوم أمس عبر معرفاتها الرسمية وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي عزل أحمد الخبيل من مهامه بقيادة مجلس دير الزور العسكري واتهامه بأنه ارتكب جرائم وتواصل ونسق مع جهات خارجية معادية.
الى هنا نرى أن ما يجري كان متوقعا فالمنطقة تعيش على صفيح ساخن منذ سنوات وأن ممارسات “قسد” والاحتلال الأمريكي من الطبيعي أن يتولد عنها هذا الانفجار، الذي لم تتضح ملامحه الميدانية حتى الآن، فالأمر يتعلق بمدى قدرة العشائر على الثبات والاستمرار في القتال وتوحيد الصفوف، والخشية من أن تكون “قسد” تعمل على استنزاف العشائر عسكرياً وتنتظر نفاذ عتادهم وذخائرهم لتنقض عليهم بصورة وحشية.
وللأسف فإن أبناء العشائر الذين انتفضوا بوجه “قسد” يتضح من بياناتهم والمقاطع التي ينشرونها على صفحات التواصل الاجتماعي أن هبتهم تنطلق من دافع عشائري أو عرقي، ولم يعلنوا صراحة “حتى الآن” أن هبتهم لدوافع وطنية الهدف منها طرد الاحتلال وأعوانه والعودة إلى مظلة الوطن الذي يجب عليهم جميعا أن يدركوا بأنه الحصن المتين الوحيد الذي يحمي أبنائه.
وما آل إليه مصير الخبيل وجماعته دليل واضح وضوح الشمس أن من يقف إلى جانب المحتل ويضع يده بيد الانفصاليين والخونة لن يلقى الا الذل والخذلان، وأن الفرصة سانحة أمامهم لتحقيق مكاسب عديدة تبدأ بالعودة الى حضن الوطن وانضمام المزيد من الشرفاء الوطنيين من أبناء الجزيرة وتنتهي بهزيمة الاحتلال وقسد.
اشتباكات في مناطق قسد
أقرأ أيضاً:
بعد يومٍ دامٍ بين “قسد” ومجلس دير الزور العسكري.. أين أبو خولة وما مصيره؟
الجزيرة السورية على صفيح ساخن.. اعتقال قيادات مجلس دير الزور العسكري يشعل مسرح الأحداث
اقتتال في الجزيرة السورية