الأسرى والموتى... طريق الكفاح لا يزال معبداً بالدم والتعذيب والتنكيل

الأسرى والموتى… طريق الكفاح لا يزال معبداً بالدم والتعذيب والتنكيل

الأسرى والموتى… طريق الكفاح لا يزال معبداً بالدم والتعذيب والتنكيل

هل انتصرت غزة حقاً؟ هل بقي فيها ما بقي حتى يفرح الفلسطينيون على تحرير أسراهم؟ هل كان موتهم بالآلاف ضرورياً أمام تحرير مئات الأسرى؟، أيوجد ما يدعو للابتهاج في أرض البرتقال الحزين؟.

يقول مشكك في خيار المقاومة التي بدأت طوفانها منذ 54 يوماً، قد يُجتزأ بذلك السياق التاريخي مما عاشه أهالي فلسطين من الأسر والتعذيب والتنكيل والإبادة، والاستعمار الاستيطاني وقوانين الطوارئ الإسرائيلية التي سلبت من صاحب الأرض أرضه، منذ ما يزيد عن سبعين عاماً.

هو سياق من الممكن ألا يفهم إذا كانت المجازر الإسرائيلية على سبيل المثال لا الحصر، “كدير ياسين وكفر قاسم” بمعزل عما ساط بمواطنين القطاع، غزة التي شهدت على الأقل في العقد الأخير سلسلة من الإبادة الجماعية ومحاولات التطهير العرقي، تحت ضربات نظام عنيف دون أية رقابة قضائية فعلية، بل شرّعت الأطراف الدولية أبوابها أمام القتلة الإسرائيليين بحجج سأم الفلسطينيون سماعها والتي تقول إن إبادة الأطفال والشيوخ حق طبيعي لإسرائيل في الدفاع عن ذاتها.

 

الأسرى والموتى... طريق الكفاح لا يزال معبداً بالدم والتعذيب والتنكيل

 

هل انتصرت غزة؟ لم تنتصر بالمعنى المادي لقواعد الحروب، بيد أنها في الوقت ذاته لم تنهزم، خاصة إذ ما أُخذ بعين الاعتبار أنها صمدت أمام زحف الجيش الإسرائيلي بدبابات “الميركافا” وبأسلحة كلّفت دولة الاحتلال ملايين الدولارات، في حين أنها، أي المقاومة، كانت تستهدف أعتى الدبابات بقذائف “ياسين 105” محلية الصنع، ثم إن أوار الحرب لا يزال مشتعلاً رغم الهدنة الإنسانية بين الطرفين، والمعارك لم تنته بعد، وعليه لا يمكن الجزم بهزيمة أو انتصار، لكن المؤكد أن قوات الاحتلال لم تحقق أهدافها المتمثلة في القضاء على حركة حماس والإفراج عن المحتجزين، الذي لم يكن سوى بصفقة تبادل مع الأسرى الفلسطينيين.

هل كان موت الفلسطينيين بالآلاف ضرورياً أمام تحرير مئات الأسرى؟، تساؤل يراد منه تحميل المقاومة، وعن غير قصد ربما، مسؤولية الموت الفلسطيني وإخراج القاتل من دائرة جريمته، وبالتالي ظهرت المقاومة وكأنها من جلبت الويلات على أهالي القطاع لا مغتصب الأرض الفعلي وبدت الحرب بذلك عبثية لا هدف منها، وغفل المشككون ما ورد في سياق الإبادة الجماعية والتوسع الاستيطاني وطمس الهوية العربية والاضطهاد القومي بحق السكان الأصليين من العرب والمسلمين، والعمل على جعلهم أقلية ومجرد رعايا بل سجناء نُزع عنهم قوميتهم وتراثهم، ومصادرة أراضيهم تحت قانون استملاك الأراضي، وما نجم عن قانون المستوطنات الزراعية عام 1967 والذي منع العرب حتى من العمل في المستوطنات، ودع عنك الاعتقالات التعسفية وإلصاق التهم لمختلف أبناء الأرض.

وإذ كان استهداف المدنيين والأطفال والنساء، رغم قساوته، جزءاً لا يمكن إنكاره من تاريخ الصراع الإنساني وحروب البشر، بل ضمن الثورات والكفاح ضد الأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية وحتى حروب التحرر الوطني، فما القول إذن أمام نظام يحمل شتى أنواع العنصرية والممارسات الاستعمارية وأساليب القتل والإبادة، أيكفي أن تنتظر المقاومة حتى تقضي دولة الاحتلال على أخر فلسطيني أو أن تطرد البقية القليلة من أرضهم وأرض أجدادهم؟، أم من حمل وسم العبودية لا يرى أن المقاومة وحدها هي طريق الحرية؟.

وعلى المشكك أيضاً التدقيق بالمقاطع التي توثق معها وداع الأسير لآسره ورسائل الشكر، وهي صورة كسرت معها صفة الإرهاب التي حاول الإسرائيليون إلصاقها بالمقاومين الفلسطينيين، وعليه مشاهدة الصور المقابلة لمن يدّعون بأنهم أصحاب الديموقراطية في الشرق الأوسط عند احتجازهم أصغر فلسطيني، وإذ ذاك معرفة أن طريق استعادة الأرض لا يكون بالسير وفق ما رسمه واقع الاحتلال، وإنما مفروش بالأسرى والشهداء والدم والتعذيب والتنكيل، وأمام الحال هذه يمكن القول إن فرح الفرد في فلسطين هو ذاته للجماعة وحزن الواحد إنما للكل أيضاً.

يبكي الفلسطيني والغزاوي خاصة دمعتين، واحدة للرثاء وأخرى للفرح الذي يحاول البعض حمله على التشكيك وسوء التدبير، غافلين أن الجلاد على بضع أمتار كان ينظر إليهم، ولا يزال، بأنهم حيوانات بشرية يفصله عنهم جدار عنصري اخترقته المقاومة فكشفت عن هوية الحيوان الحقيقي.

 

سونا نيوز

 

الأسرى والموتى... طريق الكفاح لا يزال معبداً بالدم والتعذيب والتنكيل

 

الأسرى والموتى... طريق الكفاح لا يزال معبداً بالدم والتعذيب والتنكيل

 


أقرأ أيضاً:

اليوم الأخير للهدنة.. قوات الاحتلال تقدم على خرق جديد وترقب دولي لتمديد آخر
إعلان تمديد الهدنة الإنسانية إلى يومين إضافيين وغوتيريش يعتبر الأمر “بارقة أمل”

 

عن hasan jaffar

شاهد أيضاً

عمليات نوعية للجيش السوري ضد النصرة وحلفائها في ريف إدلب

عمليات نوعية للجيش السوري ضد النصرة وحلفائها في ريف إدلب

عمليات نوعية للجيش السوري ضد النصرة وحلفائها في ريف إدلب استهدفت وحدات من الجيش السوري …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *