الألغام ومخلفات المعارك تحصد أرواح الأهالي في أرياف الحسكة
شهدت محافظة الحسكة خلال الأسبوعين الماضيين انفجار مخلفات حربية في مناطق مختلفة أدت إلى ارتقاء عدد من الشهداء ووقوع إصابات خطرة، وتظهر هذه الحوادث الخطورة مع ضرورة إيجاد حل له ينقذ أرواح المدنيين الأبرياء.
وبيّنت مصادر محلية لـ “سونا نيوز” أن محافظة الحسكة تعاني بشكل كبير من انتشار مختلف أصناف الألغام والمخلفات الحربية المزروعة من قبل مختلف التنظيمات التي سيطرت على المدينة منذ عام 2012، قبيل اندحارها ليبقى الموت قابعاً تحت سطح الأرض يحصد عشرات الأرواح والمصابين في كل عام دون إيجاد حل جذري لهذا الخطر.
وأشارت المصادر إلى تسجيل حادثتي انفجار لمخلفات حربية، الأولى في منطقة التويمين في أقصى الجنوب الشرقي في المحافظة، حيث أدت إلى وفاة طفل يبلغ من العمر 12 عاماً، وحادثة أخرى في قرية المسعودية في شمال غرب المحافظة، أدت بدورها إلى وفاة فتى يبلغ من العمر 14 عاماً وإصابة 2 آخرين إصابات بالغة.
وأكدت المصادر أن مناطق واسعة من ريفي المحافظة الشرقي والجنوبي على وجه التحديد، لا تزال تحتوي على ألغام ومقذوفات حربية غير منفجرة منتشرة في المنطقة، زُرعت أثناء تواجد تنظيم “داعش” الإرهابي، وهي في الغالب مخصصة للأفراد ومزروعة على أطراف الطرق الفرعية والبوادي، حيث تنفجر من وقت إلى آخر عند مرور الرعاة والأغنام فوقها مخلفة قتلى ومصابين في صفوفهم.
وأوضحت المصادر أن إحدى المنظمات العابرة للحدود وغير المرخصة دخلت إلى المحافظة بحماية من مليشيا “قسد”، ومنذ عدة سنوات عملت على نزع الألغام والمخلفات الحربية ضمن نطاق ضيق في جنوب الحسكة والجنوبي الغربي لريف القامشلي، وكشفت خلال مهمتها عن مئات الألغام وتخلصت منها عبر تفجيرها، لتنهي هذه المنظمة عملها ويبقى ما تبقى من هذه المخلفات يهدد حياة المدنيين.
ودعت المصادر الأهلية الهيئات والمنظمات الدولية إلى ضرورة تنسيق الجهود للعمل على إزالة هذه الألغام والمخلفات غير المنفجرة التي تهدد سلامة وحياة الأهالي القاطنين في المنطقة وتمنعهم ممن ممارسة نشاطاتهم الحياتية خاصة الرعي والزراعة، لا سيما في بعض المناطق التي لا تزال ملوثة بهذه المخلفات الخطيرة، مع ضرورة إطلاق حملات توعية تجاه هذه المخلفات وأشكالها وضرورة الإبلاغ عنها في حال الشك بوجودها والعمل على تدريب فرق محلية للتعامل معها.
أقرأ أيضاً:
تصاعد العنف في فلسطين ولبنان.. نداء لوقف الاحتلال والتصعيد العسكري
“غزة الجريحة” … حرب الإبادة الجماعية تدخل يومها الـ 135