سادت حالة من الترقب في مختلف مناطق ريف حلب الشمالي، خلال ساعات نهار اليوم، بانتظار منعكسات اجتماع وزيري الخارجية الروسي والتركي في العاصمة التركية أنقرة، بالتزامن مع حالة من الهدوء الحذر التي ترافقت مع انحسار ملحوظ لوتيرة الاعتداءات التركية باتجاه القرى الآمنة.
ووفق ما نقلته مصادر محلية لـ “سونا نيوز” من شمال حلب، فإن الساعات الماضية حملت معها انخفاضاً كبيراً على صعيد التحركات المسجلة قرب محاور وخطوط التماس، في مشهد عكس حالة الترقب والانتظار من قبل كافة الأطراف لانعكاسات اجتماع “لافروف” و”أوغلو” الذي عُقد اليوم، لمناقشة عدد من الجوانب السياسة والعسكرية التي تقدمتها مسألة التهديدات التركية بشنّ عمل عسكري في الشمال السوري.
وتزامنت حالة الترقب مع هدوء حذر على محاور التماس بشكل عام، بالتزامن مع انحسار ملحوظ على صعيد الاعتداءات التركية باتجاه القرى الآمنة في ريف حلب الشمالي شرقاً وغرباً، مقارنة بالتصعيد الكبير الذي كانت تنفذه أنقرة خلال الأيام الماضية، حيث اقتصرت تلك الاعتداءات على ضربات متفرقة من القواعد التركية باتجاه أطراف قرى “منغ” و”أم القرى” و”إبين” دون تسجيل أي نتائج تذكر.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر ميدانية لـ “سونا نيوز” بأن الجيش السوري أرسل تعزيزات عسكرية كبيرة خلال الساعات الأربعة وعشرين الماضية، باتجاه الأطراف الشمالية من منطقة منبج شمال شرق حلب، حيث وصلت تلك التعزيزات على عدة دفعات، تمركزت لاحقاً على معظم طول خطوط التماس مع مناطق سيطرة أنقرة والميليشيات الموالية لها.
وقالت المصادر أن التعزيزات العسكرية السورية تضمنت أرتالاً كاملة بما فيها من آليات عسكرية ومصفحات وناقلات جند، مشيرة إلى أن التعزيزات التي وصلت إلى منبج، تزامنت مع استكمال الجيش السوري كافة الاستعدادات والخطوات اللازمة لمواجهة أي عدوان محتمل من قبل أنقرة نحو مناطق شمال حلب.
وفي السياق، واصلت وسائل الإعلام التركية والتنسيقيات التابعة لفصائل أنقرة، على مدار الساعات الماضية، حملتها الإعلامية الكبيرة فيما يخص التهديدات التركية المتعلقة بالعمل العسكري شمال سورية، حيث أوردت اليوم عدة صحف تركية، في مقدمتها صحيفة “حرييت”، ودون انتظار نتائج الاجتماع الروسي- التركي، أخباراً تؤكد أن العملية التركية في سورية ستبدأ خلال الأسبوع القادم، دون أي تأكيدات رسمية تركية.
يذكر أن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” كان أطلق قبل أكثر من أسبوعين تهديدات تتحدث عن نية بلاده تنفيذ عمل عسكري في الشمال السوري لإنشاء ما أسماه بـ “المنطقة الآمنة” على عمق /30/ كيلو متراً، وإبعاد خطر القوات الكردية عن حدود بلاده الجنوبية، وفق زعمه، قبل أن يعقب تهديداته بتصريحات أخرى منذ نحو أسبوع، تحدث خلالها بأن العمل العسكري سيستهدف منطقتي منبج وتل رفعت في ريف حلب الشمالي.