السوريون يبيعون مصادر رزقهم بعد مدخراتهم
أدت تدهور الحالة المعيشية في سوريا وارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، وارتفاع مستلزمات الانتاج إلى توجه عدد كبير من السوريين إلى بيع مدخراتهم، ومنهم لم يبق لديه مدخرات وأخذ يتجه لبيع مصادر رزقه واصول ممتلكاته من أجل أن يكمل حياته، ويستطيع اطعام أطفاله أو تشغيل أرضه في دورة زراعية جديدة.
الفلاح غدير عيسى يعرض بعض البيوت المحمية المنصوبة في أرضه للبيع عبر منصات التواصل الاجتماعي ويقول “لسونا نيوز” إن تكاليف زراعة البيوت المحمية ارتفعت كثيرا، والفلاح يأتي من سوق الهال ويحمل عشرات الملايين انتاج موسمه لكنه يبدأ تسديد الديون ويعود إلى منزله بفرنكات قليلة لا تكفي لتمويل موسم زراعي آخر أي نحن أمام هذا التضخم الكبير نعمل بخسارة.
واشار عيسى إلى ارتفاع تكاليف البذار للبيوت المحمية إلى أرقام قياسية غير مسبوقة، ومن يريد الاستدانة من الصيدلي الزراعي يكون الدين بالدولار الأمريكي، والصيدلي يريد فوائد إضافية على الدين أي نحن نعمل ونشقى طوال العام من أجل تسديد الديون وفرق العملة والتضخم للتجار.
معاناة الفلاحين
تكاليف الزراعة
ويشاطر غدير بالرأي المزارع مجد الحسن ويقول إن تكاليف الزراعة لم تعد كما كانت سابقا، واليوم أصبحنا أمام خيارين إما أن نبيع أراضينا أو نبيع بعض مصادر رزقنا لتمويل الجزء الآخر ونستمر بالعيش هذه الضائقة المالية لم تمر علينا خلال عشرات السنوات السابقة أن نصل إلى بيع بعض الأصول لدينا من أجل أن نعيش هذا لم يحدث في تاريخ عملنا في الزراعة، وكل الاصدقاء كانوا في نهاية الموسم يترقبون ماذا سنستثمر وماذا سنشتري لتوسيع أعمالنا الا هذا العام فالتضخم بلع أملاكنا ورزقنا، والعام القادم لن نشهد زراعة نصف المساحة والكمية التي كانت تزرع بسبب هذا التضخم الكبير.
الخبير الزراعي محمد حرفوش ابن سهل عكار قال “لسونا نيوز” إن معاناة الفلاحين هذا الموسم لا يمكن وصفها بعض الفلاحين كان سابقا يبيع بعض مدخراته من ذهب أو مدخرات أخرى اليوم أصبح يبيع سيارته أو جراره أو مقطورة الرش والأراضي المطروحة للبيع في المنطقة كثيرة جدا، والبيوت المحمية لمطروحة للبيع كحديد أيضا العروض كثيرة، والسبب أن الفلاحين تبيع مصادر رزقها من اجل أن تستطيع تمويل الموسم القادم حتى تستمر بالحياة، واليوم مع هذا التضخم الكبير فجميع ديون الفلاحين بالدولار، وارتفاع سعر الصرف جعل جميع انتاج الفلاحين لا تسد فرق العمل من جراء الديون، وهذا ظلم كبير وقع به الناس ولم تلتفت الحكومة إلى هذه المشكلة .
ودعا حرفوش إلى الانتباه إلى ان الموسم القادم في خطر، والكثير من الناس بعد الصدمة التي تلقتها، وأمام هذا الارتفاع الجنوني ستحجم عن الزراعة والانتاج، وهذا مؤشرا اضافي إلى انعدام وجود الخضروات وارتفاع أسعارها في الموسم القادم.
وأشار حرفوش إلى ضرورة الانتباه إلى هذه المشكلة القائمة والعمل على تداركها من خلال تأمين مستلزمات الانتاج من قبل المصرف الزراعي بيسر وسهولة، دون الانتظار لتقديم الضمانات والتراخيص كون جميع الاراضي زراعية ولا يوجد بها تراخيص ولا تأمين زراعي.
من سيلتفت إلى هذه المشكلة الخطيرة التي ستؤدي في حال عدم تداركها إلى خسارة الفلاحين لأراضيهم وخسارة الانتاج الزراعي والانتقال من التصدير إلى الاستيراد.
معاناة الفلاحين
تكاليف الزراعة
أقرأ أيضاً:
أطفال سوريا بلا ترفيه صيفي ومواهبهم مرمية في الشوارع
العطش يهدد المحاصيل الصيفية في اللاذقية