يبدو أن المشكلات التي تعاني منها البلاد هي أمراض مزمنة لا يجد المعنيون لها الدواء المناسب، وتسنتسخ المشكلات نفسها في عموم المدن السورية وأريافها، ولم تكن مشكلات الصرافات الآلية بمعزل عن جملة هموم يعاني منها الموظف السوري.
الوجهة هذه المرة صرافات “المصرفين العقاري والتسليف الشعبي” في مدينة السلمية وريفها، حيث أكد عدد من الموظفين والمتقاعدين، تعطل “الصرافين” منذ ما يزيد عن شهرين ونصف الشهر، مما يدفعهم إلى الذهاب لمدينة حماة بغية قبض رواتبهم هناك، ودع عنك ما يتخلل عملية السفر من دفع مصاريف النقل فضلاً عما يكابدوه من مشقة المواصلات.
ولفت الموظفون في حديث صحفي، إلى أنهم لم يتمكنوا من قبض رواتبهم من الصرافين منذ أكثر من شهرين ونصف، فهما دائماً خارج الخدمة، وذلك حسب تأكيدهم، مضيفين بأنهم راجعوا أكثر من مرة الجهات المسؤولة عنهما في سلمية للاستفسار عن حالهما، ومتى تعاد الخدمة إليهما؟، ليتسنى لهم قبض رواتبهم، ولكن الجواب دائماً ما يكون بعدم معرفة التوقيت إلى جانب قولهم “المشكلة ليست من عندنا”.
وعلى خلفية الأمر، بيَّنَ عضو مجلس المحافظة “أمين فطوم” في تصريحات صحفية أن شكاوى الموظفين والمتقاعدين ومعاناتهم من تعطل الصرافين مستمرة حتى اليوم، ويتابع الموضوع مع الجهات المعنية في المحافظة التي وعدت بحل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن.
وأوضح أن كل الجهات المعنية لم تستطع طوال تلك الفترة من المتابعة تحديد العطل المسبب لخروج الصرافين عن الخدمة، “هل هي مشكلة كهربائية أم بشبكة النت أم بدارة التغذية؟”. مؤكداً نقل معاناة الموظفين والمتقاعدين من أبناء منطقة سلمية للمحافظ، الذي كلف عضو المكتب المختص بالمتابعة والمعالجة بالسرعة الممكنة.
ومن جانبه، أوضح عضو المكتب التنفيذي لقطاع المصارف علي الصالح هو الآخر في تصريح صحفي، بأن المحافظة تابعت مشكلة تعطل الصرافين على مدار الساعة مع الجهات المعنية والمسؤولة عنهما، مشيراً إلى أن نتيجة المتابعة كشفت عن أن المشكلة ليست بالتغذية الكهربائية ولا بالتقنية وإنما فنية وستعالج خلال هذا الأسبوع.
ومن جهته، كشف مدير مصرف التسليف الشعبي بسلمية “فادي خبازة” عن أن المشكلة بدأت مع تعديل المصرف العقاري برنامجه لرفع سقف السحوبات بعد زيادة الرواتب الأخيرة، إذ لم يتوافق مع البرنامج الذي يعمل عليه صراف التسليف في سلمية.
وأوضح أن الاعتقاد الذي كان سائداً آنذاك، أن عطل الصراف ناتج عن خط التغذية بالشبكة فتم تبديل الدارة، فاستمر العطل وعندها وجه المحافظ اتصالات حماة بالكشف على الخط من نقطة المصرف العقاري بحماة إلى سلمية وتبين أنه نظيف وخالٍ من أي عطل.
ولفت إلى أن المتابعة كشفت أن الخلل في عدم توافق برنامج العقاري الذي عُدِّلَ حديثاً مع برنامج الصراف، فشبكة العقاري هي الرئيسة وصراف التسليف الشعبي ضيف أساسي عليها، وصراف الزراعي ضيف على صراف التسليف، وفصل صراف الزراعي يؤدي تلقائياً لفصل صراف الزراعي!.
وذكر أن قسم التقنية يعمل على صيانة هذا الخلل، وتزامن البرنامج مع تحديثات العقاري، متوقعاً عودة الصرافين للخدمة خلال هذا الأسبوع.
أقرأ أيضاً:
رفع أسعار أجور الاتصالات والانترنت مجدداً .. المواطنون : المبررات غير مقنعة
بعد سنوات على إنشاءه.. مول الميدان مخالف للقانون