العلامة التامة في الشهادات تحولت من ميزة إلى كارثة
مازال الجدل حول سلالم التصحيح في شهاداتي التعليم الأساسي والثانوي تتفاعل وخاصة سلم تصحيح اللغة العربية الذي احتد الجدال به حول عدة نقاط تحمل مغالطات كبيرة، وأصوات معترضة تبين وجهة نظرها المحقة بالحجة العلمية والمنطقية، وترفض وتستنكر العقلية المتعنتة التي تصر على وضع السلالم بهذا الأسلوب المزاجي السائد.
ورأى العديد من أساتذة اللغة العربية في حوارهم عبر المجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي اطلع عليها موقع “سونا نيوز” أن تشعبات السلم المسيئة والمجحفة كثيرة ومن واجب وزارة التربية أن تظهر للعلن بندوة علمية تبين للطلبة ما هو صحيح وما هو مقبول، وأن لا تترك التصحيح قائما وفق مزاجية من وضع سلالم التصحيح كونهم بالنهاية بشر والخطأ وارد، والانتقاد لم يأت من الطلاب أو أساتذة لغة عربية حديثين على المهنة، الانتقاد مفند من قبل أساتذة كبار باللغة، وتجاهل رأيهم يعني دفن الرأس بالرمال، وتجاهل الحقيقة ودفع الطلاب إلى المزيد من الغش، ودفع الأموال في تسريب الأسئلة، والمزيد من العاملين في سلك التربية يتم إحالتهم إلى محاكمة مسلكية ومن ثم فصلهم من العمل.
سلم تصحيح
ويرى أهالي الطلاب المجتهدين في تصريح خاص “لسونا نيوز” أن الجميع يسعى إلى العلامة الكاملة، وهناك من يدرس من الصيف في نهاية العام الدراسي الانتقالي إلى نهاية امتحان الشهادات، ويضع لنفسه برنامج عمل وجدول من الأساتذة والدروس الخصوصية، وحل آلاف النماذج والدراسة بجد واجتهاد كونه هو في الأساس طالب مجتهد خلال السنوات الدراسية منذ الصف الأول، ولكنه في الامتحان يسقط بنموذج تصحيح مقيت، وغير منطقي وخاطئ كما وصفه أساتذة كبار كما حدث هذا العام.
وأضاف الأهالي هناك من لديه واسطة وتصله الأسئلة محلولة أو من ينقله الإجابات أو من يسحب ورقته في المركز الامتحاني ويستبدلها بورقة محلولة كما هو الحديث بين الأساتذة والمراقبين والطلاب أنفسهم، والتجاوزات في المراكز الامتحانية حولتها من امتحان الشهادات إلى امتحان روضة، وأصبحت الامتحانات الانتقالية أفضل وأدق من الامتحانات الرسمية التي تكرس الدولة لها كل الإمكانات.
وتابع الأهالي هذا العام لم تقطع الانترنت والاتصالات لكنها وقعت في حفرة تسريب الأسئلة أكثر من مرة، مما اضطرها إلى قطع الانترنت في آخر يومين من الامتحانات، وهذا يؤكد أن هيبة الامتحانات ذهبت وعدم المحاسبة للمرتكبين الحقيقيين وإفلاتهم من العقاب يعني تكرار نفس المعاناة في كل عام فما هو الحل.
ورأى الأهالي أن الحل بسيط جدا ويكون من خلال تثقيل العلامات في الصفين السابع والثامن مع نتائج التاسع، والتدقيق في نتائج الطلاب الحاصلين على العلامات التامة، وما هو وضعهم التعليمي خلال السنوات السابقة، فالطلاب الذي لم يتفوق في الصف السابع من المؤكد لن يحصل على العلامة التامة في التاسع.
وذكر الأهالي أن العام الماضي كان هناك العديد من الأسماء التي وصلت إلى العلامة التامة لكنهم لا يستحقونها، وهناك العديد من العاملين في وزارة التربية تم إحالتهم إلى محكمة مسلكية، وهذا يؤكد على وجود الغش إما في التنتيج يتم اللعب بالعلامات، والأخطاء التي كانت العام الماضي كانت فاقعة جدا، ولم يحاسب عليها أحدا وتسريب الأسئلة رواية ثانية، وشراء المراكز الامتحانية رواية أخرى والتنقيل وحل الأسئلة ضمن المراكز رواية كل من راقب وكل طالب اجتهد وتعب.
واعتبر الأهالي أن الاستمرار في هذه الخطوات المخالفة للقوانين والأنظمة ومن دون محاسبة أو الاكتفاء بعقوبة الحسم 5 بالمئة من راتب الموظف الذي يغش سوف يؤدي إلى خلق جيل غير مؤمن بالاجتهاد والتعب، وسيعمل إلى الغش للوصول إلى القمة.
أقرأ أيضاً:
38 محاولة غش خلال الأسبوع الأول لامتحانات الشهادتين في اللاذقية
4 تعاميم لتأمين نقل طلاب شهادتي الأساسي والثانوي في اللاذقية