المداجن “الكبيرة خارج الخدمة” ونشرة التموين تخالف أسعار الفروج على أرض الواقع
لم تكن أسعار الفروج ومشتقاته لتحلق، لو سمعت مطالب المربين وأوجد المعنيون حلاً لمشاكلهم، فالدجاج الذي لا يقوى على الطيران حياً، كانت أسعاره بخلاف ذلك وهو ميت.
ولم تشفع حرارة الطقس ونفوق قطاع الدواجن هذا إلى انخفاض أسعاره، بل كان الأمر على النقيض تماماً إذ تسجل الأسواق السورية عموماً ارتفاعاً في أسعار الفروج.
وتبرز نشرة التموين الخاصة بقطاع الدواجن مدى انفصال الأخيرة عن واقع الأسواق، فالفرق الشاسع بين ما تصدره التموين وبين ما يباع في الأسواق واضح للعيان، كل هذا التخبط سيدفع “التجارة الداخلية” إلى عقد اجتماع مع مربي الدواجن وإصدار النشرات التموينية بما يتوافق مع متطلباتهم.
وكان مصدر في التجارة الداخلية وحماية المستهلك أوضح أن نفوق نسبة، وصفها “بالكبيرة”، من الفروج نتيجة موجة الحر الشديدة مؤخراً، إضافة إلى ارتفاع تكاليف التربية، عوامل أدت إلى حدوث خسائر لدى المربيين وأسهمت بذلك في قلة العرض بالسوق ومن ثم حدوث ارتفاع كبير في الأسعار.
ولفت المصدر إلى أن القانون الأخير الذي منح إعفاءات المداجن والمباقر من الضرائب، سيسهم “ربما” بتخفيض التكاليف على المربين وتقليل الخسائر.
بدوره نوه رئيس لجنة مربي الدواجن في اتحاد غرف الزراعة “نزار سعد الدين” خلال تصريحات صحفية إلى إمكانية عقد اجتماع قريب بين مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق محمد البردان ومربي الدواجن بهدف مناقشة موضوع تكاليف التربية وتغيراتها الحالية والبحث عن آلية لضبط الأسعار في السوق.
ولفت رئيس لجنة مربي الدواجن إلى أن لافتاً إلى أن غاية الآن لم توجه أية دعوة رسمية لمربي الدواجن بغية عقد هذا الاجتماع.
ووصف “سعد الدين” ذلك الفرق بين أسعار الفروج والبيض في النشرة التموينية والأسعار على أرض الواقع بـ”غير منطقية” ولا تمت للواقع بصلة، مؤكداً في سياق حديثه على أن مديرية تموين دمشق تصدر نشرات أسعار الفروج والبيض بناء على المقترحات والأسعار المقدمة من تجار الفروج والبيض في سوق الهال بدمشق وبالتنسيق معهم وليس بالتنسيق مع مربي الدواجن.
كما شرح “سعد الدين” تكلفة كيلو الفروج على المربي والذي وصل لحدود 31 ألف ليرة وتسعره التموين بـ22 ألف ليرة، في حين أن تكلفة صحن البيض اليوم أكثر من 48 ألف ليرة وتسعره التموين بـ43 ألف ليرة.
ولفت “سعد الدين” النتباه إلى أن بيض المائدة غير موجود أبداً في المداجن في الوقت الحالي، بسبب انخفاض تربية الدجاج البيّاض نتيجة ارتفاع نسبة النفوق بينها وفقط هناك البيض في السوق وبنسبة قليلة، إضافة إلى قلة تربية الفروج نتيجة ازدياد نسبة خروج المربين عن التربية، مشيراً إلى أنه من ضمن الـ35% من المربين الذي يعملون بالتربية خرج خلال الشهر الماضي ما يقرب من 20 بالمئة منهم أي إن نسبة الذين يعملون بالتربية حالياً فقط 15 بالمئة.
ورغم تحسن الطقس حالياً وزوال موجة الحر لكن ليس هناك أي بوادر لانخفاض السعر قريباً باعتبار أن المربي يخسر ونسبة الذين يعملون بالتربية قليلة جداً، وذلك على حد تعبير رئيس لجنة مربي الدواجن.
من جانبه تحدث أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة عن موضوع الدواجن، حيث توقعت جمعيته ارتفاع أسعار الفروج والبيض منذ 25 يوماً وحذروا “بحسب قوله، من ذلك مع بداية موجة الحر الشديدة، مضيفاً بأن السبب الرئيس بارتفاع أسعار الفروج والبيض يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة خلال الشهر الماضي والتي أدت إلى نفوق 50 بالمئة من الفروج والدجاج البياض إضافة إلى أسباب أخرى مثل ارتفاع أجور النقل والنفقات والمحروقات والأعلاف.
وأكد أن المؤسسة العامة للدواجن لا تحصل على الدعم الحكومي الكافي ومن المفترض حصولها على دعم أكبر بالأعلاف وحوامل الطاقة ولو كان هناك دعم واضح لها لاستطاعت أن تغطي الثغرة التي حصلت بخروج المربين ومن ثم قلة العرض ولو بنسبة محدودة، مشيراً إلى أن المداجن الكبيرة معظمها خرجت عن الخدمة نتيجة تكبدها خسائر كبيرة وليست لديها إمكانية للتربية في ظل الظروف الحالية الصعبة، قائلاً: لو كان هناك تخطيط حكومي ناجح ودعم للمربين ما كنا سنخسر هذه المداجن.
تربية الدواجن
تربية الدواجن
أقرأ أيضاً:
صالات السورية للتجارة ترفع سعر كيلو الفروج ١٠ آلاف ليرة للمرة الثانية في شهر
زيادة الرواتب “بريئة” من ارتفاع سعر الفروج.. وتحذيرات من ارتفاع جديد إذا لم يوجد حل للمربين