المقاومة الفلسطينية واللبنانية تواصلان استهداف قوات العدو.. ومجزرة جديدة في “جباليا”
مع دخول الحرب على غزة شهرها الثالث، يزداد قصف قوات الاحتلال على قطاع غزة بأكمله، مع تحذيرات أممية من كارثة إنسانية أعمق، حيث اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو” غوتيريش” أن الحرب في غزة قد تؤدي إلى تفاقم التهديدات القائمة للسلم والأمن الدوليين.
وعبر منشور له على منصة “إكس” دعا الأمين العام إلى مواجهة الخطر الجسيم لانهيار النظام الإنساني في غزة، وطلب من مجلس الأمن المساعدة لتجنب وقوع كارثة إنسانية وناشد لإعلان وقف إطلاق النار.
وحذر “غوتيريش” من انهيار كامل وشيك للنظام العام بسبب ظروف تدعو إلى اليأس، وذلك حسب وصفه، الأمر الذي يجعل من المستحيل تقديم مساعدة إنسانية حتى لو كانت محدودة، مضيفاً قوله: “قد يصبح الوضع أسوأ مع انتشار أوبئة وزيادة الضغط لتحركات جماعية نحو البلدان المجاورة”.
أما عن المشهد العسكري، فخاضت المقاومة الفلسطينية اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال على محاور التوغل في غزة، وأعلنت كتائب القسام عن تدمير23 آلية عسكرية كلياً في خان يونس وبيت لاهيا، في حين أوقع قناصة الكتائب 6 جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح.
كتائب القسام نشرت بياناً لها اليوم أكدت خوض المجاهدون ومنذ الصباح اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال في جميع محاور التوغل بالقطاع، مؤكدة تدمير 23 آلية عسكرية كلياً أو جزئياً فقط في محاور القتال بمدينة خان يونس وبيت لاهيا، مضيفة بأن قناصة القسام إلى جانب إيقاعها 6 جنود، نسفوا منزلاً تحصنت به قوة خاصة بعبوة برميلية.
وتابع بيان “القسّام”: ” المقاومون استهدفوا قوة أخرى تحصنت في أحد المنازل بالقذائف المضادة للأفراد، ودكوا التجمعات العسكرية بمنظومة “رجوم قصيرة المدى” وقذائف الهاون، ووجهوا رشقات صاروخية مكثفة نحو أهداف متنوعة وبمديات مختلفة إلى أراضينا المحتلة”.
ومن جانبه، أعلن “حزب الله” اللبناني استهداف 11 موقعاً وتجمعاً عسكرياً لقوات الاحتلال الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية منذ ليلة أمس وحتى فجر اليوم الخميس، مشيراً إلى تحقيق إصابات مباشرة فيها.
وفي بيان صدر صباح اليوم، أعلن “حزب الله” أن عناصره استهدفوا عند تمام الساعة السابعة من صباح اليوم موقعي المرج وقرية هونين اللبنانية المحتلة، بالأسلحة المناسبة وحققوا فيهما إصابات مباشرة.
وفي سياق متصل، أكدت قوات الاحتلال مقتل جنديين وارتفاع حصيلة خسائره البشرية خلال العملية البرية في قطاع غزة إلى 85 عسكرياً.
ونقلاً عن هيئة البث الإسرائيلية، أصيب نحو 100 جندي إسرائيلي إصابات بالغة الخطورة في أعينهم بسبب عدم استخدام النظارات الواقية أثناء المعارك في قطاع غزة، وذلك على حد تعبيرها.
وأضافت الهيئة أن هذه الإصابات في عيون الجنود نجمت عن انفجارات وأعيرة نارية وتطاير شظايا، نتيجة عدم ارتداء النظارات الواقية التي تحمي العيون، مشيرة إلى أن بين 10 و15% من تلك الإصابات أدت إلى العمى في إحدى العينين أو كلتيهما.
وأوضحت هيئة البث أن هؤلاء الجنود أهملوا استخدام النظارات الواقية خلال النشاط العسكري، ونفى الجيش الإسرائيلي وجود نقص في النظارات الواقية، وقال إنه يعمل على زيادة حملات الوعي بين الجنود لاستخدامها.
أما عن الوضع في قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في مخيم جباليا أسفرت عن سقوط 150 شهيداً، بالتزامن مع سقوط عشرات الشهداء في مناطق مختلفة من القطاع.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الاحتلال ارتكب مجزرة فجر أمس بقصف طيرانه مربعاً سكنياً في مخيم جباليا شمال القطاع، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 150 فلسطينياً وإصابة العشرات، كما قصف مدرستين تؤويان نازحين، إحداهما غرب جباليا والثانية في خان يونس جنوب القطاع، إضافة لمنازل بمناطق متفرقة في خان يونس ومخيم النصيرات وسط القطاع وأحياء اليرموك والصحابة والنفق بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات.
كما قصفت مدفعية الاحتلال أحياء التفاح والدرج والشجاعية في مدينة غزة، وواصل استهدافه المستشفياتـ حيث أخرج جميعها في شمال القطاع عن الخدمة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس عن خروج مستشفى كمال عدوان الذي تحاصره قوات الاحتلال عن الخدمة، مؤكدة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغل في شمال القطاع يُخرج بالقوة والإرهاب وبفوهات الدبابات مستشفى كمال عدوان الوحيد المتبقي في الشمال من الخدمة.
بدورها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” إن موجة أخرى من النزوح تجري في غزة والوضع يزداد سوءاً كل دقيقة، واصفة القطاع بأكمله “أصبح من أخطر الأماكن في العالم ولا توجد منطقة آمنة فيه”.
أقرأ أيضاً:
“60” يوماً على العدوان ومجازر الإحتلال مستمرة في قطاع غزة
المقاومة تواصل التصدي واستهداف المستوطنات رداً على غارات القطاع.. واستهداف متعمد للمشافي