أساطير ولدت وأخرى سقطت.. "الملّفع بالكوفية" أيقونة المقاومة والتصدي

أساطير ولدت وأخرى سقطت.. “الملّفع بالكوفية” أيقونة المقاومة والتصدي

أساطير ولدت وأخرى سقطت.. “الملّفع بالكوفية” أيقونة المقاومة والتصدي

لا يُعرف له ملامح وجه، سوى عينيه الثابتتين في محجرهما وصوته الرخيم الذي أسمع من خلاله العالم أجمع مقولته الشهيرة “إنه لجهاد نصر أو شهادة”، أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، بل أسطورة المقاومة التي أنجبتها كما آلاف المقاتلين، عملية طوفان الأقصى.

وإذ كان “تشي جيفارا” رمز الثائرين حول العالم بحسب بعض الأدبيات السياسية، أو كان مالكوم إكس ومارتن لوثر كينغ مثلاً إحدى أشهر الشخصيات التي دعت إلى إنهاء التمييز العنصري ضد السّود وأبرز المدافعين عن حقوقهم، إلا أن أبي عبيدة أو الملثم بات رمز المقاومين في أصقاع المعمورة وليس فلسطين وحدها، فالحروب وإن طغى فيها المعتدي لكنها تقدم مائة ألف أيقونة للمقاومة والتصدي.

كان ظهوره الأول حينما أعلن عن أسر “جلعاد شاليط” الجندي الإسرائيلي الذي وقع تحت قبضة حركة حماس عام 2006 وأفرجت عنه بعد خمس سنوات في صفقة تبادلية مع 1027 أسير فلسطيني، وعجزت قوات الاحتلال عن كشف هوية “أبي عبيدة” مذّاك، هذا خلافاً لتلك الاستعارة من “الذكاء الاصطناعي” والتي ادعى بعض القيادات الإسرائيلية بأنها صورته الحقيقية.

 

أساطير ولدت وأخرى سقطت.. "الملّفع بالكوفية" أيقونة المقاومة والتصدي

 

أسطورة أخرى ركضت نحو مجدها وهدفها، لتصبح هي أيضاً مجهولة الشخصية قياساً بما عرف المتابع فعلها، “مفجر الدبابة من النقطة صفر” أطلق عليه الشارع العربي تعريفاً له، ليؤكد ذلك المجهول بملحمته الكبرى أن الأسطورة فعل لا مجرد ادعاء كما توهم أولئك الذين كانوا داخل أعتى دبابة وأكثرها تطوراً “الميركافا”.

أما القصف الإسرائيلي لمنازل المدنيين في قطاع غزة، فهو الآخر أخرج آلاف الأساطير حول الفراق والرثاء ورباطة الجأش، كحال أم الشهداء في التراث والتاريخ العربي الإسلامي “الخنساء”، والتي فقدت أبنائها الأربعة دفعة واحدة بمعركة القادسية، وأضافت معركة “طوفان الأقصى” مئات “الخنساوات” رجالاً ونساءً في تراث الرثاء الفلسطيني بل حتى أسطورة الصمود أمام وطأة الموت، مقدمين أطفالهم فداء لأرضهم وأقصاهم، ولا غرابة في دموعهم المذروفة من مآقيها فكل امرئ يبكي شجوه ونام الخلي عن بكاء الشجي.

وفي الحرب التي خلفت أسطورة “الملّفع بالكوفية” وغيره، كذلك أسقطت أو دفنت بالمعنى الأصح أسطورة الجيش الذي لا يقهر، ومعها أسطورة الديموقراطية الغربية وحقوق الإنسان وإلى ما سواها من تلك الشعارات التي دأب الغرب “المتحضر” أن يطلقها على مسامع الشرق “المتخلف”، كما تمخض عن الحرب أسطورة أخرى للإجرام على غرار النازية والفاشية، كأسطورة الوحش “آكل لحوم الأطفال وشارب دماء النساء، نتنياهو”.

يرسم كل شخص في مخيلته ملامح شتى لشخص مجهول معلوم، تكون تلك الملامح جد جميلة بقدر الأفعال العظيمة التي يعلن عنها، إلى أن تنكشف صورته الحقيقية مع النصر الأعظم والفتح المبين.

 

سونا نيوز

 

أساطير ولدت وأخرى سقطت.. "الملّفع بالكوفية" أيقونة المقاومة والتصدي

 

أساطير ولدت وأخرى سقطت.. "الملّفع بالكوفية" أيقونة المقاومة والتصدي

 


أقرأ أيضاً:

خطاب الفصل لنصر الله : غزة ستنتصر والأساطيل الأمريكية لا تخيفنا وأعددنا لها العدة
“مخيم جباليا” حيث اقترف الاحتلال الإسرائيلي “مجزرة جديدة” .. ماذا تعرف عنه؟

 

 

عن hasan jaffar

شاهد أيضاً

عمليات نوعية للجيش السوري ضد النصرة وحلفائها في ريف إدلب

عمليات نوعية للجيش السوري ضد النصرة وحلفائها في ريف إدلب

عمليات نوعية للجيش السوري ضد النصرة وحلفائها في ريف إدلب استهدفت وحدات من الجيش السوري …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *