مع ارتفاع معدلات التضخم وتدهور القوة الشرائية، يدخل المواطنون في رحلة صعبة تتطلب منهم التكيف مع تحولات كبيرة في عاداتهم التسوقية، إذ يجدون أنفسهم مضطرين إلى تغيير طرق شراء الضروريات اليومية، خاصة في مجال الخضروات والفواكه.
وفي وقت تعصف الظروف الاقتصادية بالمجتمع المحلي، يجد الأفراد أنفسهم أمام تحديات جديدة تتطلب منهم التكيف واتخاذ إجراءات مبتكرة لمواجهة الصعوبات المالية، حيث طرأ العديد من التغيرات في عادات التسوق وأساليب توفير الموارد التي ينتجها المواطنون في ظل الظروف السائدة، ومن الصعوبة بمكان فهم كيفية تأقلم المواطنين مع التغيرات الاقتصادية وكيفية ابتكارهم الحلول لضمان استدامة “حاجاتهم الأساسية” في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وبهذا الصدد، يضطر العديد من الأفراد والعائلات إلى اتخاذ إجراءات تقشفية، مثل تقليل استهلاكهم للعديد من المواد الغذائية والضروريات الأخرى، بغض النظر عن أهميتها الصحية أو النفسية.
في هذا السياق، تبرز قصص العديد من السوريين الذين يعتبرون أن استهلاك الكثير من أصناف الخضروات أصبح من الكماليات، حيث يصعب عليهم شراء كميات كبيرة بسبب ارتفاع الأسعار، فيما يتجه الكثيرون إلى شراء الخضار بـ “الحبة” أو الانتظار للمساء بغية الاستفادة من تخفيضات محلات الخضار التي تعرض ما تبقى من البضائع بأسعار مخفضة.
وحيال الأمر، كشف عضو لجنة مصدِّري الخضروات والفواكه “محمد العقاد”، في تصريحات صحفية، عن تراجع حركة البيع بنسبة 50% مقارنةً بالعام الماضي، نتيجة ضعف القوة الشرائية للمواطن وارتفاع أسعار المحروقات والأسمدة وأجور النقل واليد العاملة تسبب في زيادة الأسعار بنسبة 100%.
وفي محاولة للتكيف مع هذه الأوضاع، يرى الخبير الاقتصادي” فاخر القربي” أن المواطن يتحايل للحصول على احتياجاته الضرورية، حيث يلجأ إلى شراء الحاجيات بكميات صغيرة بدلاً من الشراء بالصناديق كما كان في السنوات السابقة.
ويشير “القربي” إلى ضرورة ضبط الأسعار وتقديم دعم للمواطنين من خلال زيادة الرواتب وتفعيل نظام الحوافز الإنتاجية، داعياً أيضاً إلى تفعيل دور مؤسسات التدخل الإيجابي ودعم الفلاحين ومربيّ الثروة الحيوانية.
وفي النهاية، يتعين على المجتمع تحمُّل تحديات الاقتصاد الصعبة والبحث عن حلول مستدامة لتخطي هذه الفترة الصعبة، حيث يستمر الأفراد في تكييف نمط حياتهم للمحافظة على استقرارهم الاقتصادي.
أقرأ أيضاً:
شركة حوالة تحدد السقف اليومي للحوالات الصادرة.. ومخاوف من نقص السيولة وتأثيره على السوق المالية
سياحة اللاذقية تفتتح 3 مشاريع نوعية خلال عام 2023