أثار الحديث عن وصول توريدات نفطية جديدة إلى الموانئ السورية، والتي لم تنعكس فعليا بانفراجات حقيقية في توافر المشتقات النفطية، العديد من التساؤلات حول تلك التوريدات، الأمر الذي زاد من جنوح السوق السوداء التي وصلت أسعار المشتقات النفطية فيها إلى أرقام قياسية.
وبحسب صحيفة “البعث”، يعتبر العامل الأول في ارتفاعها نقص الكميات المتاحة بالإضافة لعدم توافر المعلومات الدقيقة عن موضوع التوريدات النفطية ومحاولة البعض بث معلومات كاذبة حول عدد أيام كفاية المشتقات النفطية لزيادة أسعار السوق وتحقيق أرباح إضافية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة أنه بدأ فعليا معالجة النـفط الخام في مصفاة بانياس وتوريد كامل الإنتاج إلى المحافظات، الأمر الذي يضمن سلاسة وانسيابية توافر المشتقات النفـطية ولكن بحدود التوزيع الجديدة، دون العودة إلى واقع التوزيع السابق حتى يتم التأكد من تواتر التوريدات الخارجية واستمرار وصولها.
وأشارت المصادر إلى أنه يتم توزيع نحو 4 مليون و200 ألف لتر يومياً من مادة المازوت، ونحو 3 مليون و600 ألف لتر يومياً من مادة البينزين، وفقا للقدرة الإنتاجية لمصفاة بانياس ووسائل التوزيع المتاحة، بالإضافة للقرارات الناظمة بهذا الخصوص حول كميات التوزيع اليومية، لافتةً إلى أن الحاجة الفعلية هي بحدود 8 مليون لتر مازوت يومياً، و5 مليون و500 ألف لتر بنزين يومياً، وهو ما يجعل حجم التوزيع لا يفي بالاحتياجات اليومية وبالتالي حصول اختناقات ونقص في المادة.
وأوضحت المصادر أن مصفاة بانياس تحتاج إلى نحو 3 مليون برميل شهرياً للاستمرار في العمل دون توقف، وهي الكميات التي لا تتوافر بشكل مستمر ومتواتر، ما يؤدي لتوقف المصفاة عن العمل ريثما تصل التوريدات الجديدة، ويزيد النقص في الأسواق، والتي تحتاج لفترة لاستعادة توازنها في حال استمرار عمليات التوريد.
وختمت المصادر أن تقليص كميات التوزيع يأتي ضماناً لعدم حصول انقطاع والاستمرار في تقديم المادة والخدمات الضرورية، ريثما تعود الأمور إلى طبيعتها.