في محاولة أمريكية جديدة لالتقاط “أوراق ميدانية تفاوضية جديدة” في مواجهة التحالف السوري الايراني الروسي وأمام التفاوض السوري التركي أيضا، كشفت مصادر استخبارية عن عقد اجتماعات دورية خلال الأشهر القليلة الماضية برعاية أمريكية، بين قياديين من “قسد” المرتبطة بالاحتلال الامريكي ومتزعمين من “هيئة تحرير الشام” الذي بدأت ملامح تفاهماته مع الاستخبارات الأمريكية بالذهاب نحو العلنية.
وقالت المصادر إن الاجتماعات بين الطرفين تم التنسيق خلالها حول عدة ملفات، بينها قضايا أمنية محضة، وأخرى تتعلق بتوريد النفط المسروق من آبار شرقي سوريا عبر كوادر محددة من الطرفين، إلى جانب بيع أسلحة وذخائر ومعدات لوجستية أخرى.
وأوضحت المصادر بحسب وسائل اعلام دولية أن التفاهمات التي عقدت بين الطرفين توحي “باستراتيجية أمريكية جديدة” تستند إلى حشد كل ما يمكنها من مفاتيح، لتعويض خساراتها الاستراتيجية المتتالية في المنطقة، عبر تطوير أدوات جديدة ممسوكة بشكل جيد.
وأشارت المصادر إلى أن لجنة تنسيق مشتركة عقدت سلسلة من الاجتماعات، بمشاركة قياديين في الصف الأول من الطرفين، بينهم القيادي المعروف في “هيئة تحرير الشام”، المتزعم “أبو عبد الرحمن زربة”، بالإضافة إلى “أبو القعقاع، و”فواز الاخضر”، و”أكرم الترك” وغيرهم من تزعمي التنظيم المتطرف.
اتفاقات بين قسد وهيئة تحرير الشام
اجتماع قسد مع تحرير الشام
وأوضحت المصادر أن جميع الأسماء المذكورة هم مسؤولون عن ملفات أمنية وعسكرية لدى “هيئة تحرير الشام”، حيث تم تكليفهم مهمة التنسيق المباشر مع “قسد”، من قبل متزعم التنظيم المدعو “أبو محمد الجولاني”.
وكشفت المصادر أن مهمة التنسيق تنطوي على تبادل معلومات أمنية بإشراف مباشر من قبل الاستخبارات الأمريكية، والتي أعطت الضوء الأخضر لـ “قسد” من أجل التنسيق مع “الجولاني” في عدد من الملفات.
الهيئة تمد “قسد” بالمتفجرات والجولاني يتاجر بالنفط
وقالت المصادر: أن ” هيئة تحرير الشام ” قامت أخيرا بإنشاء معمل خاص بالدارات الكهربائية والصواعق الخاصة بالمتفجرات، وقامت بمد “قسد” بكميات كبيرة منها مقابل الحصول على مشتقات نفطية وفيول مسروقة من الحقول السورية.
ولفتت المصادر إلى أن الاستراتيجية التي تحركها المخابرات الأمريكية تدفع نحو إنشاء ما يشبه “غرفة عمليات مشتركة” بين “قسد” ورفع مستوى التنسيق مع متزعم “هيئة تحرير الشام”، في حال اضطرته الظروف إلى محاربة الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة، والمتواجدة في عدة مناطق في ريف الرقة وحلب والحسكة.
وأوضحت المصادر أن المعلومات المتوافرة تشير بشكل مؤكد إلى قيام “الجولاني” بتمرير معلومات حساسة عن هذه الفصائل وتحركاتهم بشكل دقيق، إلى قوات “قسد”.
وكانت المخابرات التركية صادرت العام الماضي شحنة أسلحة كانت متجهة من مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” باتجاه مناطق سيطرة “قسد”، وذلك بالتعاون مع مسلحي ما يسمى “الجيش الوطني” حيث انتهت العملية بمصادرة 4 شاحنات كانت قد خرجت من ريف إدلب، باتجاه ريف حلب في طريقها إلى مناطق سيطرة الجيش الأمريكي ومسلحي “قسد” الموالين له.
وفيما يتعلق بملف النفط، أكدت المصادر أن “الجولاني” قام باستثمار عدد من آبار النفط داخل مناطق سيطرة “قسد” عبر المدعو رجله المعروف “محمد عمر قديد”، ورجل آخر يدعى “علي ديوب”، حيث يتم إرسال صهاريج من الفيول باتجاه مناطق سيطرة “الهيئة” وبيع قسم منها عبر تهريبها وتقاسم عائداتها بين “قسد والهيئة”.
وكان مسلحون موالون للجيش الأمريكي وقعوا نهاية العام الماضي اتفاقا مع تنظيم “هيئة تحرير الشام”، يقضي بتوريد شحنات من حقول النفط التي يسيطر عليها الجيش الأمريكي شرقي سوريا، إلى شركة تابعة للتنظيم بريف إدلب.
وقالت مصادر محلية بريف إدلب آنذاك، إن اتفاقاً تم عقده بين ميليشيات “قسد” الموالية للجيش الأمريكي، مع ممثلين عن “هيئة تحرير الشام”، ينص على قيام الطرف الأول بتزويد التنظيم الإرهابي بشحنات من المشتقات النفطية، تبلغ كل منها نحو 160 طنا يوميا، إلى (شركة وتد) التي يديرها الجولاني.
اجتماع قسد مع تحرير الشام
اتفاقات بين قسد وهيئة تحرير الشام
اجتماع قسد مع تحرير الشام
أقرأ أيضاً:
مقتل قيادي في “قسد” ومرافقه بغارة جوية تركية شمال حلب
بعد الكشف عن خطة لطرد القوات الأمريكية من سوريا.. التعزيزات الأمريكية مستمرة شرق الفرات