لم تقف الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها المواطن خليل الغدير من أهالي منطقة موحسن بدير الزور عائقا أمام أمانته التي تربى عليها في مجتمعه ولم ينل إغراء المال من قيمه ومبادئه التي تربى عليها ولم يتأثر بظروف حياته المادية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة بل زادت من أمانته وتعزيز مبدأ رفض الحصول على المال دون كد وتعب.
الغدير الذي يعمل سائقا في جامعة الفرات وخارج أوقات الدوام يقوم بزراعة قطعة من الأرض التي ورثها عن أهله لسد احتياجات أسرته، أعاد مبلغ يصل إلى أكثر من 9 ملايين ليرة سورية غلى المصرف الزراعي بدير الزور وصلته عن طريق الخطأ.
وعن ذلك قال الغدير لـ “سونا نيوز” قمت بتوريد كمية من الاقماح التي انتجها حقلي الصغير إلى مؤسسة الحبوب وكانت الفاتورة بقيمة مليون و120 ألف ليرة سورية تقريباً، وفي يوم الخميس توجهت برفقة زوجتي لاستلام المبلغ من المصرف الزراعي بدير الزور والذي كان يشهد ازدحاما من الفلاحين القادمين لاستلام مستحقاتهم، وعلى اعتبار أنني مضطر للالتحاق بعملي، ودوري في الاستلام يحتاج لمزيد من الوقت، طلبت من المحاسب أن يعطي المبلغ لزوجتي التي بالفعل قامت باستلام المبلغ بعد مغادرتي إلى عملي.
وأضاف الغدير أنَّه وعند عودتي إلى المنزل مساء تفاجأت بأن المبلغ الذي تسلمته يتجاوز 10 ملايين و200 ألف ليرة الأمر الذي جعلني في حالة من القلق على اعتبار أنني أحوز مالاً ليس من حقي هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن هذا الأمر بالتأكيد سيسبب ارباكا لدى المعنيين في المصرف الذين حاولت التواصل معهم لكنني لم أفلح، فمر عليّ يوم الجمعة ثقيلا للغاية، ومع صباح يوم السبت توجهت إلى المصرف وقمت بإعادة المبلغ.
ونوه الغدير بالتكريم المباشر الذي حظي به من قبل محافظ دير الزور فاضل نجار مؤكداً بأنه لم يقم بأكثر من واجبه وأن الغنى بالنسبة له هو رد الأمانة لأصحابها وإنّ ما قام به ليس أمراً متفردا فأي مواطن سوري يحصل معه ذات الموقف سيتصرف بذات الطريقة.