بعد مسار التقارب السوري التركي “تحرير الشام” تحاول اقصاء كل من يخالفها.. والاحتجاجات تتسع ضدها
تواصلت ولليوم العاشر على التوالي موجة الاحتجاجات والتظاهرات ضد “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) في مناطق واسعة من ريفي إدلب وحلب تنديداً بممارسات ما يعرف بالجهاز الأمني في الهيئة ضد المدنيين والفصائل المناوئة للهيئة في مناطق سيطرتها.
رقعة الاحتجاجات اتسعت مع خروج مظاهرات مجدداً في قرى وبلدات ريفي إدلب وحلب كالأتارب كللي السحارة دير حسان أرمناز كفر تخاريم ومخيمات تل الكرامة الواقعة أقصى ريف إدلب الشمالي نددت جميعها بانتهاكات الهيئة وممارساتها من اقتحام للمنازل وتنفيذ اعتقالات عشوائية إضافة لمواصلة الهيئة تصعيدها ضد تنظيم حزب التحرير.
وبالعودة في الزمن إلى مطلع شهر أيار الحالي والذي شهد بدايات التمرد على الهيئة وذلك على خلفية غضب شعبي نابع من ممارسات الجهاز الأمني لـ “هيئة تحرير الشام” ضد الأهالي والذي تزامن مع تصاعد في حدة الخلافات بين قيادة الهيئة وباقي الفصائل المتشددة المنتشرة في مناطق حلب وحماة وإدلب.
شرارة الاحتجاجات كانت في الخامس من أيار حيث خرج العشرات من أهالي بلدة حربنوش الواقعة في ريف إدلب الشمالي بمظاهرات ضد “هيئة تحرير الشام” بعد أن أقدم أمنيو الهيئة على تنفيذ حملة اعتقالات واسعة في البلدة أدت لاعتقال عدد من أهالي ووجهاء حربنوش حيث طالب المتظاهرون بخروج المعتقلين فوراً ووقف هذه الأفعال التي يمارسها الجهاز الأمني في الهيئة ضد الأهالي.
وفي اليوم التالي أي السادس من أيار الحالي شن الجهاز الأمني في الهيئة حملة اعتقالات واسعة طالت ما يقارب الـ ١٥ مسلحا من مسلحي فصيل حراس الدين المقرب من تنظيم القاعدة جرى اعتقالهم من قرى جبل الزاوية ومحيط مدينة إدلب.
وفي ذات اليوم اقتحم العشرات من مسلحي الهيئة المدججين بالسلاح الخفيف والمتوسط بلدة دير حسان شمال إدلب وقاموا بملاحقة واعتقال ما يقارب من ٥٠ مسلحاً ينتمون لما يعرف بحزب التحرير حيث طالت الاعتقالات أيضاً إمام مسجد في دير حسان وعدداً من الإعلاميين الذين يعملون مع المجموعات الإرهابية المسلحة.
لكن وأثناء اقتحام دير حسان أقدم مسلحون من حزب التحرير على إطلاق النار على سيارة تابعة للجهاز الأمني لهيئة تحرير الشام مما أدى إلى مقتل وإصابة ٣ عناصر من الهيئة.
هذا التوتر والإحتقان داخل البلدة أدى لتصاعد الاحتجاجات ضد الهيئة سرعان ما تطور للاشتباكات عنيفة بين مسلحي حزب التحرير ومسلحي النصرة أسفرت عن مقتل واصابة العشرات من مسلحي الطرفين إضافة لإصابة عدد من المدنيين بينهم أطفال في هذه الاشتباكات.
خبر اقتحام دير حسان من قبل الجهاز الأمني في الهيئة ومداهمة عناصره لمنازل المدنيين واقتحامها واعتقال العشرات إضافة لاعتقال الهيئة عدد من مسلحي فيلق الشام في بلدة أريحا جنوب إدلب وما سبقه من اعتقال لمسلحين في حراس الدين سرعان ما وصل إلى مسامع القرى والبلدات المحيطة والتي بدورها تعاني من ممارسات تحرير الشام وما تفعله من سرقة لأرزاق الناس وسيطرتها على مقدرات الأراضي وحركة التجارة ونقل البضائع عن طريق نشر الحواجز في عموم مناطق سيطرتها وبالتالي خلق حالة من الغضب لدى الأهالي خصوصاً مع تدهور الوضع الأمني والمعيشي في مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” مؤخراً.
كل هذه التطورات المتصاعدة زادت من حركة الاحتجاجات والتظاهرات ضد تنظيم هيئة تحرير الشام خلال اليومين الماضيين والتي توسعت لتطال مناطق في ريف حلب وإدلب وحماة.
مصادر أهلية ذكرت لـ “سونا نيوز” أن قياديين من “هيئة تحرير الشام” ورداً على تصاعد المظاهرات والاحتجاجات ضدهم أطلقوا يد الجهاز الأمني التابع لهم لاعتقال المتظاهرين وهو ما انعكس على الأرض كحملات اعتقال تعسفية حسب وصف المصادر طالت العشرات من أهالي قرى وبلدات دير حسان كللي مخيم الكرامة ارمناز كفر تخاريم في ريف إدلب وبلدات السحارة صوران اعزاز والأتارب في ريف حلب حيث عرف من المعتقلين أحد المسؤولين المدعو “قصي سيف الدين” وقيادات من حزب التحرير منهم المدعو أحمد عبد الوهاب الناطق الإعلامي للحزب في ادلب.
المصادر الأهلية أكدت أن من يتم اعتقالهم يجري نقلهم لعدة سجون تابعة للهيئة في أريحا وسرمدا وجبل الزاوية دون أي محاكمة أو معلومات عن مصيرهم في حين ماتزال الأوضاع الأمنية تتجه للأسوأ مع تدهور الحالة الأمنية والمعيشية في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية وانتشار حالة من الفوضى التي ظهرت منذ الحديث عن تقارب سوري تركي وما يتبعه من تخلي أنقرة عن مسلحيها بعد رفض دمشق لأي تقارب لا يقضي بخروج جميع القوات التركية من مناطق وجودها ووقف دعمها للفصائل الإرهابية.
وهو ما تخشاه قيادات تلك الفصائل التي أصابها التخبط والضياع وزاد من ذلك الضغط الذي يمارسه الجولاني زعيم الهيئة ضد كل من يخالفه الرأي وبالتالي قد نشهد في الأيام القليلة المقبلة صراعاً واسعا بين العديد من الميليشيات والفصائل بعضها ببعض خصوصاً مع نقص الإيرادات المالية والعسكرية من جيش الاحتلال التركي وتخلي أنقرة تباعاً عن مسلحيها فصلا تلو آخر.
احتجاجات في ادلب
أقرأ أيضا:
رغم انشغالهم بمتابعة مصير الانتخابات التركية.. مسلحو أنقرة يواصلون نهب آثار “عفرين” شمال حلب
ضباط أمريكيون يتدخلون.. مفاوضات لتقريب وجهات النظر الكردية