تواصل فصائل أنقرة المسيطرة على معظم مناطق ريف حلب الشمالي، عمليات سرقة الآثار السورية وتهريبها إلى الأراضي التركية، ليصل الأمر بهم مؤخراً إلى حد استغلال الزلزال المدمّر الذي شهدته البلاد في السادس من شباط الماضي، بغية توسيع نطاق عمليات التنقيب غير الشرعية، وسرقة اللقى المدفونة تحت الجوامع الأثرية.
وبحسب مصادر محلية من منطقة عفرين شمال حلب لـ “سونا نيوز”، فإن مسلحي فصائل أنقرة كانوا يعلمون سابقاً بوجود كميات من الآثار تحت جوامع قديمة في عدد من قرى ريف عفرين، وخاصة جامع قرية “الكمروك” الذي يعد من أقدم مساجد المنطقة بشكل عام، بعد أن كانت أجريت حوله في وقت سابق، عمليات مسح وتنقيب من قبل خبراء آثار أتراك، إلا أنهم أحجموا عن محاولة استخراجها آنذاك تحسباً للنتائج المترتبة التي قد تصل إلى حد انهيار الجامع بشكل كامل.
ومع حدوث زلزال السادس من شباط، تعرض جامع “الكمروك” لأضرار محدودة لحقت ببعض أجزائه، الأمر الذي استغله مسلحو فصيل “صقور الشمال”، فأرسلوا خلال الأيام الماضية، عدة أشخاص زعموا أنهم من المهندسين المكلفين بالكشف عن الأضرار، لتصدر نتائج الكشف المزعوم موصيةً بضرورة هدم الجامع تحت ذريعة الحفاظ على سلامة سكان القرية.
ومثّل قرار الهدم الذريعة المثالية لمسلحي الفصيل، والذين أقنعوا أهالي القرية بوجوب هدم جامع “الكمروك” بشكل فوري حرصاً على سلامتهم بحسب نتائج الكشف، الأمر الذي حدث بالفعل يوم الأحد الماضي، قبل أن يسارع المسلحون إلى رفع أنقاض الجامع ونقلها إلى خارج القرية، وفق ما نقلته المصادر المحلية لـ “سونا نيوز”.
ومع حلول صبيحة اليوم التالي لهدم جامع “الكمروك”، فوجئ أهالي القرية بفرض مسلحي “صقور الشمال” طوقاً أمنياً مشدداً وواسع النطاق حول الجامع، ليتبين بعد عدة ساعات أن المسلحين كانوا يعملون برفقة عدد من مهربي الآثار، على حفر الموقع واستخراج الآثار الدفينة، كما أشار الأهالي لـ “سونا نيوز” إلى أن عدة سيارات من نوع “فان” وشاحنات صغيرة، غادرت الموقع بشكلٍ متتالٍ باتجاه ناحية “بلبل” الحدودية، بغية تهريب ما تحمله مباشرة إلى الأراضي التركية.
وتطابق حال جامع “الكمروك”، مع ما تعرض له جامعا قرية “ميدان إكبس” بناحية “راجو”، وقرية “ياخور” التابعة لبلدة “المعبطلي”، واللذان شهدا الأسبوع الماضي، “سيناريوهات” مطابقة تماماً لسابقها، لناحية الكشف والهدم والتنقيب في موقعيهما من قبل فصيلي “فيلق الشام” و”لواء السلطان سليمان شاه” المعروف باسم فصيل “العمشات”.
وتعمل الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة منذ احتلالها منطقة عفرين مطلع العام /2018/، على سرقة وتهريب الآثار التي تشتهر بها المنطقة وتعود إلى عصور مختلفة، بالتعاون مع خبراء آثار يصلون تباعاً من تركيا بين الحين والآخر، للتنقيب والبحث عن الآثار، حيث تعرضت معظم التلال والمواقع الأثرية في المنطقة خلال السنوات الماضية، لعمليات تجريف وتخريب وتنقيب جائر، بالتوازي مع نقل كافة اللقى المستخرجة بشكل مباشر نحو الأراضي التركية.
زاهر طحان – سونا نيوز
سرقة الآثار السورية
اقرأ أيضاً:
دون أضرار تُذكر.. تفاصيل الحريق ضمن أحد المستودعات الإغاثية في ملعب الحمدانية بحلب
الكمأة رزق الفقراء المغمس بالدم