بتآمر أمريكي غربي.. الجوع يفتك بالسوريين

بتآمر أمريكي غربي.. الجوع يفتك بالسوريين

بالرغم من أكثر من عقدٍ من الزمن قوضت فيه الحرب معظم مناحي الحياة الاقتصادية في سوريا، ظل السوريون قادرين على إعاشة أنفسهم من خلال إنتاج غذائهم ولباسهم ودوائهم، وفشلت الحرب على قساوتها في كسر إرادة الحياة لديهم.

لكن خلال العامين الماضيين اللذين شهدا تشديد الولايات المتحدة الأمريكية الحصار الجائر ضد السورين، ازدادت معاناتهم وفقرهم وبدأ الجوع يفتك بالكثير منهم مع تراجع قدرتهم على الإنتاج وتأمين الغذاء والدواء.

يقول برنامج الأغذية العالمي الذي يعمل بالتعاون مع الحكومة السورية على تقديم بعض المساعدات الغذائية للأسر السورية المحتاجة، يقول في تقريره السنوي إن نحو 12.4 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي حالياً بزيادة 4.5 مليون عن العام الماضي.

وهذا يعني أن هؤلاء لا يضمنون تأمين الوجبة الغذائية التالية. فيما يعاني نحو 1.3 مليون سورية من انعدام الأمن الغذائي الشديد وعدم قدرتهم على تأمين وجبة غذائية في اليوم.

وبالرغم من أن ساحات الاشتباك والمعارك في سوريا هدأت إلى حد ما منذ ما يقارب عامين غير أن اشتداد الفقر الذي بلغ مستويات غير مسبوقة، بحسب برنامج الأغذية العالمي، تضاعف خلال هذين العامين وأن السوريون اليوم يكافحون أكثر من أي وقت مضى للحصول على الغذاء.

ما ذكره البرنامج صحيح لكنه يفتقر للإشارة إلى سبب هذا الفقر والجوع المتفاقم خصوصاً أن كل منظمات الأمم المتحدة تعلم أن سوريا قادرة على إطعام دولة بحجم فرنسا في حال رفعت الولايات المتحدة الأمريكية يدها عنها وأوقفت حصارها غير الشرعي الذي تفرضه على السوريين كقاطع طريق بالتآمر مع دول غربية وعربية.

إن تقارير المنظمات الدولية حول سوريا باتت منصة لعرض ما تقدمه تلك المنظمات من جهود للمساعدة في تجاوز السوريين أزماتهم المعيشية في ظل الحرب وهذا حق لهم.

لكنها وفي كثير من الأحيان تحولت إلى مناسبة لمنح الدول المعتدية على سوريا صك براءة من الجرائم التي ترتكبها بحق السوريين، فهي لم تشر يوماً إلى أثر الحصار الأمريكي الغربي الجائر في التراجع الاقتصادي الحاد لسوريا وفي ازدياد معدلات الفقر والجوع في البلاد، وهي لم تدعو من منطلق إنساني لرفع هذا الحصار المجرم.

بتآمر أمريكي غربي.. الجوع يفتك بالسوريين

يقول برنامج الأغذية العالمي إن النزاع، والنزوح، والانكماش الاقتصادي الحاد، وانخفاض قيمة الليرة السورية أدى إلى زيادة الضغوط على الأسر التي تكافح الآن من أجل تغطية تكاليف توفير الاحتياجات والسلع الأساسية وأن الأزمة المستمرة أدت إلى استنفاد أصول المجتمع والقضاء على سبل كسب العيش وتآكل قدرة الأسرة والمجتمع على الصمود.

لكن الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي يعلمون جيداً أن السوريين قادرين وهم على هذه الحال على تأمين احتياجاتهم من غذاء وكساء ودواء فيما لو رفع الحصار عنهم فقط، فيما لو توقفت الولايات المتحدة عن سرقة قمحهم ونفطهم وغازهم وتوقفت عن دعم الإرهابيين والانفصاليين.

السوريون قادرون على زراعة أرضهم وإنتاج غذائهم لكن الولايات المتحدة تمنع استيراد الوقود والأسمدة وقد أكدت روسيا استعدادها لتقديم السماد الزراعي مجاناً للسوريين لكن الحصار الأمريكي الغربي يمنع ذلك وطلبت موسكو في مجلس الأمن من المنظمة الدولية العمل على معالجة الأمر، فهل تفعل؟

يستطيع السوريون أيضاً إنتاج دوائهم وتصدير الفائض لولا الحصار على المواد الأولية وعلى التحويلات المالية، ويستطيعون صناعة كل ما يحتاجونه في مصانعهم التي أعيد تأهيلها بعد الدمار الذي تعرضت له على يد الإرهابيين وداعميهم، فقط المطلوب رفع الحصار.

إن الجوع الذي يعاني منه السوريون اليوم هو عار على البشرية جمعاء، على العرب أولاً وعلى باقي دول العالم ثانياً. لأن الودائع العربية التي يتم وضعها في بنوك الدول الأجنبية لدعم اقتصاد تلك الدول كافية لإنعاش السوريين وإعادة بناء وطنهم ومواجهة شبح الفقر والجوع والقضاء عليه.

عار على العرب شعوباً وحكومات أن يبقوا متفرجين على السوريين يكابدون الجوع والبرد وهم قادرون خلال أسبوع على رفع هذه المعاناة عنهم، رداً للجميل السوري وليس منةً عليهم.

عار عليهم أن يتهموا سوريا بالارتماء في الحضن الإيراني في الوقت الذي يشاركون في الحصار على السوريين ويمتنعون عن تزويدهم بالنفط والغاز الذي يشكلون أكبر منتج ومصدر له في العالم.

عبد الرحيم أحمد – سونا نيوز

اقرأ أيضاً:

ألاعيب التاو الأمريكي الذي وُضع بيد “قسد”

الطريق الدولي حلب اللاذقية إلى الواجهة.. مساعٍ تركية حثيثة للتقارب مع دمشق

بين رغبة أنقرة الجامحة وشروط دمشق الواضحة.. هل تنعقد القمة؟