الشبع دون تحقيق القيمة الغذائية.. الفطور يكلف 3 ملايين شهرياً وتأثيرات على صحة الأطفال العقلية والجسدية
في ظل التحديات الاقتصادية الهائلة التي تعصف بالعديد من الأسر السورية، يظهر واقع الحياة اليومية للموظفين ذوي الدخل المحدود كمحطة لا تنتهي من التحديات والصعوبات.
إنها قصة تناقض بين الطموح والواقع، حيث يتعين على الأفراد أن يستوعبوا الواقع المرير لتحقيق التوازن بين دخلهم واحتياجات حياتهم اليومية.
في هذا السياق، تظهر المقارنة بين الإيرادات الشهرية والتكاليف الأساسية حقيقة مؤلمة، حيث يجد العديد من الأفراد أنفسهم مضطرين للتخلي عن الكثير من الرفاهيات والتسليات التي كانوا يتمتعون بها سابقاً، وهذا السيناريو يعكس تحولاً جذرياً في أسلوب الحياة، حيث يتعين عليهم تكييف نمط حياتهم وخططهم اليومية ليتلاءموا مع الوضع الاقتصادي الراهن.
ففي ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهها الموظفون وسواهم، يصبح الاستغناء عن الكثير من الاحتياجات والعادات اليومية أمراً حتمياً، إذ يتعين عليهم تكييف نمط حياتهم الغذائي ليتلاءم مع الوضع الراهن، مع التركيز على ضمان شعورهم وأطفالهم بالشبع دون الحاجة إلى تحقيق القيمة الغذائية المثالية الموصى بها.
هذا الواقع الذي توصل إليه معظم السوريين بات واقعاً يومياً يلقى الضوء على التحديات الاقتصادية الكبيرة التي يواجهها الأفراد والأسر، فعند مقارنة دخل الأسرة الشهري بالاحتياجات الضرورية، يظهر أنه غالباً لا يكفي إلا لوجبة فطور بسيطة، مثل وجبة الفلافل، لعدة أيام فقط.
وحيال الأمر، أوضح أمين سر جمعية حماية المستهلك “عبد الرزاق حبزه”، في تصريحات صحفية، أن تكلفة الفطور السوري المتواضع لعائلة مكونة من 5 أشخاص تصل إلى مستويات خيالية، حيث تشمل تكاليف البيض والحليب والجبن واللبن المصفى والزيت والسكر والخبز.
وأكد أمين سر جمعية حماية المستهلك أن العديد من العائلات أصبحت غير قادرة على تحمل هذه التكاليف، ما أدى إلى التخلي عن بعض الأصناف الغذائية الأساسية، كون تكلفة الفطور السوري المتواضع لعائلة مؤلفة من 5 أشخاص تصل إلى 100 ألف ليرة، أي 3 ملايين ليرة شهرياً.
وفي هذا السياق، يشير “حبزه” إلى أن استغناء العائلات عن البروتين الحيواني المهم في وجبة الإفطار يسبب نقصاً في تغذية الأطفال، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على صحتهم العقلية والجسدية، كما يثير القلق حول تأثير هذا النقص على أداء الأفراد في العمل.
وختم “حبزه” تصريحه بالتأكيد على أن الأرقام التي تشير إلى احتياجات الأسر السورية الشهرية البالغة 10 ملايين ليرة ليست مبالغ فيها، ويعتبر ضرورياً التمييز بين الفئات المختلفة في المجتمع لفهم الصعوبات التي يواجهها الجميع.
أقرأ أيضاً:
هذه المرة سوء الأحوال الجوية.. ارتفاع أسعار الخضار في الأسواق المحلية ومسؤول يعتبرها “مؤقتة”
توقيف عصـ.ابة روّعت المواطنين في مدينة سلمية