تعليمات جديدة تخص اللاجئين السوريين في لبنان.. “الأوذيسة السورية مستمرة”
في ملحمة الأوذيسة قدم الشاعر اليوناني هوميروس معاناة أوذيس بعد نهاية حرب طروادة، وصور الألم الذي رزح تحت وطأته في دجى الليل أو عند غضب البحر، والصعوبات التي اكتنزت طريقه وما ساط به خلال رحلة العودة إلى الحياة ورغبته المتقدة في الرجوع إلى دياره، ما قدمه هوميروس كان ملحمة أثرت الأدب العالمي حاليا، وسميت الرحلات الشاقة والشائكة بالمتاعب “الأوذيسة” مقاربة لما شهده صاحب الشخصية الرئيسية بعد ويلات الحرب ضد الطرواديين.
أوذيسة أخرى يكتبها السوريون وهذه المرة للخروج من ديارهم التي تركوها مرغمين بقصد حياة أفضل خارج مدنهم وقراهم، إثر ما يكابدونه من شظف العيش وتفشي البطالة وضياع مجهود تحصيلهم العلمي، فالجبال الوعرة أو البحار المتلاطمة أمواجه لم تمنع السوريون من أن يمشوا بخطى صعبة ووئيدة نحو الحياة التي يريدوها، لتكون الأوذيسة السورية أشد إيلاما من نظيرتها اليونانية، وعليه أثرى أولئك “الأوذيسيين” إلى القاموس العربي للتهجير والمعاناة باباً كاملاً يتألف من آلاف الأسماء والضحايا، أي أسمائهم.
حدث جديد يضاف إلى مشاهد الرواية السورية، حيث أصيب ثلاثة سوريين إثر انفجار لغميين أرضيين في الجانب السوري من الحدود الشمالية خلال محاولتهم عبور الأراضي اللبنانية.
وحيال الواقعة أعلن الجيش اللبناني، عبر حسابه على منصة X” تويتر سابقاً”، أنه بتاريخ اليوم وأثناء محاولة عدد من السوريين عبور الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية عند الحدود الشمالية، انفجر بهم لغمان أرضيان في الجانب السوري من الحدود، ما أدى إلى إصابة 3 منهم، وتولى الصليب الأحمر اللبناني نقلهم إلى أحد المستشفيات في شمال لبنان.
وتتزامن هذه الحادثة مع سلسلة مطالبات، أصدرها مجلس الوزراء اللبناني، لوزارات وإدارات البلاد، تتعلق بالنزوح السوري إلى لبنان.
إذ طلب المجلس من الأجهزة الأمنية والعسكرية التعاون والتنسيق فيما بينها لتوحيد الجهود وتعزيز التدابير المُتخذة لاسيما من قبل أفواج الحدود البرية في الجيش والمراكز الحدودية كافة إضافة إلى تعزيز نقاط التفتيش على المسالك التي يستخدمها المتسللون، وتنفيذ عمليات مشتركة شاملة ومُنسقة تستهدف شبكات التهريب وإحالتهم إلى القضاء المختص، وإغلاق نقاط العبور غير الشرعية ومصادرة الوسائل والأموال المستخدمة من قبل المهربين وفقا للأصول، على أن يترافق ما تقدّم مع تغطية إعلامية واسعة. ومنع دخول السوريين بطرق غير شرعية واتخاذ الإجراءات الفورية بحقهم لجهة إعادتهم الى بلدهم.
وطالب المجلس من وزارة الداخلية والبلديات التعميم على البلديات في حال وجوب إفادة فورية عن أي تحركات وتجمعات مشبوهة تتعلق بالنازحين السوريين، خاصة من ناحية تهريبهم ضمن نطاقها، وإجراء مسح فوري للنازحين السوريين القاطنين في النطاق البلدي وتكوين قاعدة بيانات عنهم.
وحث المجلس وزارة العمل التشدد في اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق المؤسسات والشركات العاملة على الأراضي اللبنانية والمخالفة لقانون العمل والأنظمة المرعية الإجراء لاسيما في الجانب المتعلق بالعمالة الأجنبية، ووقف جميع محاولات الالتفاف على النصوص القانونية بهدف تشريع العمالة الأجنبية.
وأوعز المجلس لوزارتي الصناعة والاقتصاد والتجارة التشدد في ترتيب النتائج القانونية والمالية بحق المحال التجارية المخالفة والمؤسسات والمصانع التي تستخدم عمال سوريين لا يحوزون أوراق وتراخيص قانونية وذلك تحت طائلة إقفال تلك المحال ووقف عمل المصانع وسحب تراخيصها.
أما وزارة العدل فهي مطالبة من النيابات العامة التشدد في الإجراءات القانونية المتعلقة بالضالعين في تهريب الأشخاص والداخلين إلى لبنان بطرق غير مشروعة.
أما مهمة وزارتي الخارجية والمغتربين والشؤون الاجتماعي، فهي الطلب من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR تكثيف التعاون مع الوزارات والأجهزة الأمنية والعسكرية في سبيل توفير الظروف الملائمة والفورية للعودة الآمنة للنازحين السوريين.
أما المهام المناطة لوزارة الإعلام فهي إطلاق حملات توعية من مخاطر النزوح على المجتمعين السوري واللبناني، وحث المواطنين على التعاون مع الأجهزة الأمنية والعسكرية للقبض على عصابات التهريب على الحدود، مع التوضيح بأن الإجراءات المعروضة لا تشكّل بأي حال من الأحوال، تدابير عنصرية بحق الأشقاء السوريين.
يذكر أن السلطات الأمنية اللبنانية تكثف جهودها لمكافحة ظاهرة تهريب الأشخاص بطريقة غير شرعية، عبر الحدود، حيث أحبط الجيش اللبناني الأسبوع الماضي محاولة عبور نحو 1200 سوري عند الحدود اللبنانية السورية.
أقرأ أيضاً:
لبنان يطالب بتحمل أعباء اللاجئين السوريين.. ومفوضية اللاجئين: غالبية اللاجئين يريدون العودة إلى سوريا
على طريق تنفيذ نيتها ترحيل اللاجئين السوريين.. أنقرة تستولي على أراضٍ جديدة من مدنيي عفرين شمال حلب