شنّت طائرات حربية تركية ليلة أمس، غارات جوية عنيفة استهدفت خلالها مناطق عدة في ريف حلب الشمالي، ضمن ما أسمته وزارة الدفاع التركية عبر البيان الذي صدر عنها عقب الغارات، بعملية “المخلب- السيف” الجوية.
وأفادت مصادر ميدانية لـ “سونا نيوز” من شمال حلب، بأن ثلاث طائرات حربية تركية دخلت الأجواء السورية بعيد حلول منتصف الليل بعدة دقائق، ونفذت سلسلة غارات استهدفت في بدايتها مواقع ضمن منطقة “عين العرب” الخاضعة لسيطرة “قسد” شمال شرق حلب، قبل أن تمتد الغارات التركية إلى مناطق الريف الشمالي الغربي.
وتركزت الضربات التي استهدفت “عين العرب”، نحو مواقع تابعة لمسلحي “قسد” في الغابة المجاورة لمدينة “عين العرب”، وعلى طريق جرابلس من الجهة الغربية، وقرية “حلنج” وتل “مشتى نور”، إلى جانب عدد من المناطق الواقعة بريف المنطقة الشرقي.
وأسفرت الغارات الجوية التركية على “عين العرب”، وفق ما ورد من معلومات لـ “سونا نيوز”، عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 8 من مسلحي “قسد” كحصيلة أولية، إلى جانب وقوع أضرار مادية كبيرة بالمواقع المستهدفة، بينما أعلنت “قسد” استنفاراً عسكرياً واسعاً لمسلحيها في مختلف أرجاء المنطقة.
وبعد ضربات “عين العرب” بدقائق قليلة، نفّذت الطائرات الحربية التـركية عدداً كبيراً من الغارات نحو مناطق ريف حلب الشمالي، مركزة قصفها نحو محيط مدينة “تل رفعت”، وقرى “مرعناز” و”البيلونية” و”عين دقنة” و”الصوغانية” و”شوارغة” و”الشيخ عيسى” و”منغ”، تزامناً مع قصف مدفعي نفذه مسلحو الفصائل الموالية لتركيا انطلاقاً من مواقع تمركزهم في محيط مدينة أعزاز، نحو أطراف مدينة تل رفعت وقرية “دير جمال” المجاورة.
ولم ترد أي معلومات مؤكدة حول الحصيلة البشرية للقصف الذي تعرضت له مناطق ريف حلب الشمالي الغربي، بينما تحدثت مصادر محلية لـ “سونا نيوز”، عن وقوع إصابات محدودة بين المدنيين جراء القصف المدفعي الذي نفذته فصائل أنقرة نحو قرية “ديرجمال”، مؤكدة تسجيل أضرار مادية كبيرة جراء الغارات التـركية.
كما ذكرت المصادر، بأن القوات التـركية أدخلت بعد انتهاء الغارات الجوية، رتلين عسكريين يضمان آليات وجنود إلى منطقة أعزاز، عبر معبر “باب السلامة” الحدودي بين سورية وتركية، حيث انفصل الرتلان بعد دخولهما الأراضي السورية وتوزعا على عدد من القواعد العسكرية التابعة لأنقرة في محيط مدينة أعزاز وريفها.
ومع حلول صباح اليوم، تجددت غارات الطائرات الحربية التركية نحو منطقة عين العرب، من خلال استهداف تل “مشتى نور” بعدة صواريخ، دون أن ترد أي معلومات مؤكدة حول نتائجها.
وبعد انتهاء الغارات الجوية ليلة أمس، أصدرت وزارة الدفاع التركية بياناً نقلته وكالة “الأناضول”، أعلنت فيه: “شنّ القوات التركية عملية المخلب- السيف الجوية ضد مواقع للإرهابيين شمالي سورية والعراق، بالاستناد إلى المادة /51/ من ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على الحق المشروع في الدفاع عن النفس”.
مضيفة أن العملية “تهدف لضمان أمن الحدود ومنع أي هجمات إرهابية تستهدف الشعب التركي والقوات الأمنية واجتثاث الإرهاب من جذوره”. بحسب زعمها.
زاهر طحان – سونا نيوز