” تنكة الزيت ” بعد تجاوزها عتبة المليون والنصف .. مواطنون يتساءلون كيف نؤمن سعرها ؟
مجدداً يعود حديث الشارع السوري حول أسعار زيت الزيتون خلال الموسم الحالي، فنار الأسعار تكوي جيوب المواطنين كما بقية المنتجات، ولكن الفارق أن جميع العائلات بحاجة لاقتناء زيت الزيتون في الموسم.
ورغم أننا في موسم زيت الزيتون إلا أن أسعار تنكة الزيت لم تنخفض على الإطلاق بل شقت طريقها نحو الارتفاع بسرعة البرق ، إذ تراوح سعر عبوة زيت الزيتون سعة 16 كيلو بين 1.2 و1.5 مليون ليرة في المتوسط.
بعض التجار يؤكدون أن سعرها ازداد ثلاثة أضعاف عن الموسم الماضي وبالتالي التساؤل المشروع ما هي مبررات هذا الارتفاع الحاد بالأسعار؟ ، ليجيب رئيس مكتب الشؤون الزراعية في الاتحاد العام للفلاحين محمد الخليف بأن إنتاج زيت الزيتون الموسم الحالي قليل جداً قياساً بإنتاج الموسم الماضي ولا يغطي حاجة السوق، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعر مبيعه في السوق لأضعاف.
وقال الخليف في تصريح صحفي : أنه من المفترض ألا يتجاوز سعر العبوة التي تتسع 16 كيلو مليوناً و150 ألف ليرة كحد أقصى وفقاً للتكاليف الحالية المدروسة من وزارة الزراعة لكن من غير المنطقي أن يصل سعر هذه العبوة لـ1.5 مليون أو أكثر وهناك جشع واضح من بعض التجار.
وحول اجراءات اتحاد العمال للتخفيف من وطأة هذه الأسعار على المواطنين والبيع بالتقسيط مثلاً ، بين الخليف أن الاتحاد سيقوم باستجرار كميات من الزيت من محافظة طرطوس لكنها لن تكون كميات كبيرة مثل الأعوام السابقة ومن المفترض أن يصل الزيت للمخزن الاستهلاكي في مقر الاتحاد خلال أسبوع، موضحاً أنه سيتم بيع الزيت بالتقسيط لوزارة الزراعة التي طلبت 100 عبوة بالتقسيط إضافة للوزارات والجهات العامة الأخرى الراغبة بالشراء بالتقسيط وسيتم التقسيط بناء على كتب سترسل للاتحاد من الجهات العامة تتضمن أسماء الموظفين الراغبين بشراء الزيت بالتقسيط وبسعر يقارب المليون و150 ألف ليرة.
ونوه الخليف أنه لم يتم تحديد سعر العبوة سعة 16 كيلو التي ستباع بالتقسيط لغاية تاريخه وأن الهدف من هذا الإجراء تخفيف الأعباء عن الموظفين في ظل الارتفاع الكبير بأسعار الزيت في السوق.
وحول حقيقة العوامل التي دفعت الزيت لهذا الارتفاع الجنوني بالأسعار يكشف خبير زراعي أبرز هذه العوامل منها ارتفاع أسعار حوامل الطاقة وعلى رأسها المازوت بشكل كبير إضافة لارتفاع أجور النقل وأجور عصر الزيتون وأجور اليد العاملة نتيجة تراجع أعدادها في القطاع الزراعي بسوريا بشكل عام حيث وصلت أجرة قطاف الكيلو لحدود 600 ليرة وأكثر في المناطق التي فيها يد عاملة أما التي تفتقر لها فتجاوزت أجرة قطاف الكيلو 1000 ليرة.
الخبير الزراعي لفت إلى أن هناك تكاليف عالية جداً تدفع هذا الموسم عند إنتاج زيت الزيتون، لذا نرى أن سعر مبيع عبوة زيت الزيتون وصل لحدود 1.2 مليون وهذا السعر يعتبر منطقياً في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج، لكن في ظل انخفاض القوة الشرائية للمواطن فإن السعر غير منطقي، مضيفاً: لو أنه لم يصدر قرار بمنع تصدير زيت الزيتون خلال الموسم الحالي لكان سعر مبيع العبوة سعة 16 كيلو وصل لحدود 4 ملايين ليرة.
ودعا وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك إلى إصدار تسعيرة تموينية تحدد من خلالها سعر زيت الزيتون وتكثف رقابتها على الأسواق لمراقبة التزام التجار بالتسعيرة المحددة ومحاسبة المخالف.
أقرأ أيضاً:
بدء تسويق موسم الأقطان .. المؤسسة تستلم “12632” طناً حتى الآن
“440 ” طناً من الأقطان المحبوبة وصلت محلج محردة