جهود حماية البادية السورية: بين تعديل القوانين وتفعيل المحميات الرعوية ومربو مصياف يعانون

جهود حماية البادية السورية: بين تعديل القوانين وتفعيل المحميات الرعوية ومربو مصياف يعانون

جهود حماية البادية السورية: بين تعديل القوانين وتفعيل المحميات الرعوية ومربو مصياف يعانون

في ظل التحديات البيئية التي تواجه المناطق البادية في سوريا، تتزايد أهمية الجهود المبذولة لحماية البيئة وضمان استدامتها، إذ تعتبر البادية السورية، التي تشكل نسبة كبيرة من مساحة البلاد، بيئة فريدة وحيوية تستضيف العديد من النباتات والحيوانات المتكيفة مع الظروف القاسية.

ومع تزايد الضغوط البيئية، يشهد الوعي البيئي والجهود الحكومية والمجتمعية توجهاً متزايداً نحو حماية هذه البيئة الهامة والمحافظة على توازنها البيئي.
في هذا السياق، يسعى العديد من الجهات إلى تعزيز الحفاظ على البادية وتطويرها، سواء من خلال تعديل التشريعات البيئية، أو إعادة تأهيل المحميات الرعوية، أو تشجيع المزارعين على ممارسة زراعة مستدامة.

يتجه الاهتمام نحو ضمان الحماية البيئية للبادية السورية المترامية الأطراف، حيث تأتي سلسلة من الجهود في هذا السياق، بدءاً من إعادة تأهيل المحميات الرعوية وتنشيط آبار المياه، وصولاً إلى تعديل بعض مواد القانون المتعلق بحماية أراضي البادية.

ففي تصريح له، أوضح الدكتور بيان العبد الله، مدير عام هيئة إدارة وتنمية وحماية البادية، أن الفلاحة المتكررة في البادية تسبب زيادة احتمالية تآكل التربة والقضاء على النباتات البرية، مما يؤثر سلباً على المراعي ويزيد من رقعة التصحر.
وأشار العبد الله إلى تعديل بعض مواد القانون المتعلقة بحماية البادية لفرض غرامات رادعة على من يخالف القانون بالفلاحة أو التحطيب أو الرعي العشوائي.
وأوضح أن الهيئة تعمل على إعادة الحياة إلى المحميات الرعوية وتوطين المربين في تجمعاتهم، مع تقديم التسهيلات اللازمة وتوفير مياه الشرب لقطعان الماشية.
ومن بين الخطوات المقترحة للتخفيف من آثار التغيرات المناخية، إعادة تأهيل المحميات الرعوية والواحات، وتشجيع المجتمع المحلي على إنشاء محميات رعوية خاصة، إضافة إلى مشاريع لتثبيت الكثبان الرملية والحد من حركة الرمال والعواصف الغبارية.
ويأتي هذا الجهد في إطار العمل الشامل للحفاظ على البيئة وتحسين جودة الحياة في المناطق الريفية والهامشية.
وعلى نحو متصل، تحدث مربو الثروة الحيوانية في منطقة الغاب عن التحديات التي يواجهونها في تربية مواشيهم، حيث نوهوا إلى الارتفاع المستمر في تكاليف التربية، وضرورة شراء الأعلاف والوقود والأدوية البيطرية بأسعار مرتفعة تفرضها السوق السوداء.
كما أشاروا إلى عدم كفاية الكميات التي تحددها مؤسسة الأعلاف بالدورة العلفية، مما يضطرهم للبيع الزائد من الرؤوس لتمكينهم من تربية البقية وضمان استمرارية عيشهم وإعالة أسرهم.
وحيال الأمر، أوضحت الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب أنها تولي اهتماماً كبيراً بقطاع المربين، وتنفذ حملات تحصين ضد الأمراض المحتملة وتقدمها مجاناً.
وأكد مدير الثروة الحيوانية بالهيئة “مصطفى عليوي”، في تصريحات صحفية، أن الحالة الصحية للماشية جيدة، وأن التحصينات الوقائية تجري بانتظام وفق جداول زمنية محددة.

وأوضح المدير أن المربين يعانون من ارتفاع تكاليف الأعلاف والوقود وصعوبة تأمينها، بالإضافة إلى غلاء الأدوية البيطرية وانخفاض أسعار منتجاتهم، مما يجبر البعض على التخلص من الصوف في موسم الجز.

وكتوجيهات لتحسين الوضعية، يقترح المربون زيادة الكميات المقننة من العلف وتأمين الوقود بأسعار مدعومة، بالإضافة إلى تشجيع الصناعة المحلية لمنتجات الثروة الحيوانية وزيادة الدعم للمربين.

سونا نيوز


 

أقرأ أيضاً:

تأثيرات رفع أسعار الكهرباء وعقبات تأمين الغاز.. عبء إضافي على القطاع السياحي
توظيف الإناث بين الفرص والتحديات المتمثلة “بالتحرش” في سوق العمل

 

عن hasan jaffar

شاهد أيضاً

"تحت ضغط البيروقراطية" تحديات إصدار الجوازات.. أزمة متجددة لا تحلها سوى المكاتب الخاصة وبأسعار خيالية

“تحت ضغط البيروقراطية” تحديات إصدار الجوازات.. أزمة متجددة لا تحلها سوى المكاتب الخاصة وبأسعار خيالية

“تحت ضغط البيروقراطية” تحديات إصدار الجوازات.. أزمة متجددة لا تحلها سوى المكاتب الخاصة وبأسعار خيالية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *