“حرب الأجواء” تستعر فهل تسقط ” الخطوط الحمر” في سوريا؟
حرب غير معلنة بدأت ملامحها ترتسم في “الأجواء السورية” بين روسيا من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة ثانية، على خلفية تجاوز طائرات الاحتلال الأمريكي “للخطوط الحمر” المرسومة بين الجانبين في تحليقاتها الجوية غير المنضبطة وفق تعبير المسؤولين الروس في شمال شرق سوريا.
أجهزة الاستخبارات ووزارة الدفاع الروسية نشرتا خلال أسبوع واحد أربع بيانات تحذيرية من التحركات التي تقوم بها قوات الاحتلال الأمريكية في سوريا، ففي الـ 31 من أيار الماضي أكد نائب رئيس “مركز المصالحة الروسي” التابع للدفاع الروسية الأدميرال أوليغ غورينوف، أن طياري القوات الجوية الأمريكية ينتهكون بروتوكولات عدم الصدام في سوريا.
غورينوف أشار إلى أن الطيارين الأمريكيين يفعّلون أنظمة الأسلحة عند الاقتراب من طائرات القوات الجوية الروسية، وقبل هذا التصريح حذّر جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية من هجمات قد تشنها واشنطن على أماكن عامة مزدحمة ومؤسسات حكومية في سوريا.
مراقبون يعتبرون أن القوات الجوية الأمريكية تحاول التحرش دوماً بالمقاتلات الروسية بالمنطقة الشرقية من سوريا، حيث تنتشر قوات الاحتلال الأمريكية فيها، ويبدو أن الهدف إثارة غضب موسكو والقيام بمغامرة عسكرية غير محسوبة النتائج في المنطقة.
القوات الامريكية في سوريا
حرب روسية امريكية
حرب روسية امريكية
واشنطن تأمل من خلال تجاوزها “الخطوط الحمر” في تحليقات طيرانها جرّ موسكو إلى معركة غير محددة الأهداف، تتقاطع مع أهداف حلف “الناتو” في أوكرانيا، بحيث تفعّل خطوط إشغال القوات الروسية في أي منطقة من العالم موجودة فيها بهدف استنزافها.
ولتأجيج الموقف في المنطقة الشرقية والإيحاء لتحضيرات ميدانية وجرّها نحو التوتر، عززت قوات الاحتلال الأمريكية قواعدها غير الشرعية في سوريا بمنظومة “هيمارس” الصاروخية، حيث قال متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية: “نعم هناك هيمارس في سوريا لحماية قواتنا”، إضافة إلى نشر طائرات من طراز “إف-22 رابتور” في منطقة الشرق الأوسط.
التحركات الأمريكية تتزامن مع تزايد الحديث إقليمياً ودولياً عن ضرورة خروج القوات الأمريكية من سوريا، ومع الكشف عن خطة سورية روسية إيرانية لطرد القوات الأمريكية من الأراضي السورية.
مسؤولون أمريكيون عدة كشفوا عن وجود توترات روسية أمريكية في الأجواء السورية، على الرغم من وجود بروتوكولات عدم التصادم بين الجانبين لمنع حدوث أي مشاكل، إلّا أن موسكو تؤكد أن واشنطن تتعمد القيام بتحركات استفزازية وغير اعتيادية في المنطقة بهدف توتير الأجواء السورية.
ورغم ادّعاء “البنتاغون” أن الجانب الأميركي لا يسعى للاشتباك مع الجانب الروسي ويدعو إلى الامتثال للاتفاقات السابقة بين الطرفين بشأن منع وقوع حوادث في سماء سوريا، إلا أن التحركات الأمريكية في منطقة شرق الفرات تشي بغير ذلك، فهي تحاول تشكيل “جيش جديد” من مرتزقتها هدفه إثارة البلبلة وعدم الاستقرار بالمنطقة على أن يكون درعاً لحماية قواعدها غير الشرعية في الجزيرة السورية، إضافة إلى وجود مسلحي “قسد” المرتبطين مباشرة بالاحتلال الأمريكي.
حرب “الأجواء السورية” تستعر بين روسيا وواشنطن والسوريون في منطقة الجزيرة يفعّلون حملة “لا للاحتلال” بالقرب من القواعد غير الشرعية للاحتلالين الأمريكي والتركي، ورسالتهم الوطنية تقول: “لا مكان للاحتلال على الأراضي السورية مهما طال الزمن”.
فالسوريون لن ينتظروا تفعيل حرب “الأجواء السورية” بين القوى الكبرى، وهم اليوم أكثر إيماناً بقدرتهم على دحر الاحتلال عن أرضهم، اعتماداً على ما حققوه وراكموه من انتصارات خلال سنوات الحرب على الإرهاب وداعميه بفضل تضحياتهم وبسالة جيشهم وحكمة قيادتهم، فسوريا وبدعم من الدول الصديقة قادرة بمقاومتها الشعبية على تفعيل “حرب الأرض” لتحريرها من رجس الاحتلال والإرهاب ومرتزقتهما، ووقف سرقة مقدرات شعبها.
أقرأ أيضاً:
حرب روسية امريكية
حرب روسية امريكية
القوات الامريكية في سوريا