حق الحياة ليس كحق الدفاع عن النفس في المجتمع الدولي و”فيتو” روسي صيني على مشروع القرار الأمريكي
يرتفع أعداد الشهداء فتزداد أسماؤها، هي لن يطلق عليها بعد الآن غزة فحسب، بل سيتبعها أسماء أولئك الأشخاص الذين قضوا، وعليه تمتلك كل الأسماء، وعلى صورتها يوجد آلاف الصور من الأشلاء والمصابين.
وإذ لا يزال التخبط الدولي وعدم إيجاد صيغة توافقية تسمح من خلالها وقف هجمات الإبادة التي تشنها الغارات الإسرائيلية كل يوم، بل كل ساعة، بل كل دقيقة، فإن الموت الفلسطيني لا يزال مستمراً، مستهدفاً المدنيين العزل، بل وصل الأمر إلى استهداف عوائل الصحفيين، بعد أن كان الصحفيون أنفسهم هدفاً لضربات الاحتلال.
ولم يجد قرار المشروع الأمريكي المقدم إلى مجلس الأمن الدولي، إلا ما واجهت به الولايات المتحدة الأمريكية مشروع القرار البرازيلي، حينما استخدمت حق النقض الفيتو ضد ذلك المشروع لأنه لم يقر حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، إذ أن مشروع القرار الأمريكي الأخير والذي يدعو إلى التصعيد بدلاً من وقف العمليات العسكرية، اصطدم بحق النقض الروسي والصيني.
وفي الوقت الذي تتسع الفجوة بين الدول العظمى حيال الحرب الجارية والتي تدور رحاها منذ عشرين يوماً، فإن جيش الاحتلال يوسع من نطاق ضرباته على قطاع غزة، وكان نفذ توغلاً برياً ليلة أمس استمر لعدة ساعات، حيث أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “دانيال هغاري”، اليوم الخميس، عن ذلك التوغل، مؤكداً أنه لم تقع إصابات في صفوف قواته، بيد أنه كشف عن حصيلة قتلى جنوده وضباطه التي وصلت إلى 309، أما عدد المخطوفين فيصل إلى 224.
وأوضح “هغاري” أن جيشه مستمر في تنفيذ الغارات التي يكون هدفها جمع المعلومات على الأرض، لمعرفة من هو المختطف ومن هو المفقود”، مبينا أن “التوغل البري هدفه القضاء على مخربين وتفكيك عبوات ومعالجة تهديدات، وذلك بحسب وصفه، وخلافاً لتلك المشاهد الدموية التي تنقلها غزة وأهلها.
وأفاد هغاري بأنه “من بين الأهداف التي هاجمتها قواته هي البنى التحتية الإرهابية، كما سماها، مقرات العمليات، ممرات الأنفاق الإرهابية وقاذفات الصواريخ الموضوعة في بيئة مدنية والتي استخدمت لإطلاق النار على إسرائيل أثناء القتال.
وتتواصل الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول الحالي، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 6600 فلسطيني وإصابة حوالي 18000 آخرين بجروح متفاوتة غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، فيما أعلنت تل أبيب مقتل أكثر من 1400 شخص، بينما بلغ عدد الجرحى أكثر من 5 آلاف بالإضافة إلى أسر 222 إسرائيليا منذ بداية عملية “طوفان الأقصى”.
كما يشهد الوضع الإنساني في القطاع كارثة غير مسبوقة أعلنت معه المنظومة الصحية توقفها شبه التام، أما المساعدات الدولية فاقتصرت على إرسال أكفان متنوعة منها للرجال وأخرى للنساء، وكأن العالم يشارك في مذبحة الشعب بقطاع غزة، دون أن يكون لهم حق الحياة قياساً لما تقوله أمريكا بحق إسرائيل الدفاع عن نفسها.
أقرأ أيضاً:
“آلة القتل” الإٍسرائيلية مستمرة .. عشرون يوماً على العدوان
العدو الاسرائيلي يجدد اعتداءاته ضد سوريا .. شهداء في درعا ومطار حلب خارج الخدمة