تراجعت تربية الأغنام في سوريا إلى مستويات قياسية خلال فترة الحرب والتي أدت بدورها إلى ارتفاع أسعار اللحوم من جهة، وأسعار الحليب والألبان والأجبان ومشتقاته من جهة أخرى.
واعتبر الخبير التنموي أكرم عفيف في تصريح خاص لـ “سونا نيوز” أنه عندما انتهى زراعة الشوندر السكري تراجعت تربية الأغنام في سوريا، لأن النواتج التي كانت تنتج من الشوندر كانت تستخدم في إطعام الأغنام في الشتاء، وعندما توقف إنتاج الشوندر اضطر المربين إلى اللجوء إلى التبن وهو مجرد عليقة مالقة ويحتاج إلى العلف ومكوناته مستوردة.
وأشار عفيف إلى أن تكلفة تربية كل رأس غنم في اليوم الواحد ٢٠٠٠ ليرة أي من لديه ٥٠٠ رأس غنم يحتاج إلى مليون ليرة في اليوم لإطعامهم، وهذه التكاليف كبيرة جدا.
وبين عفيف أن ارتفاع تكاليف التربية نتيجة غياب نواتج التصريم من الشوندر السكري التي كانت توفر على المربين الكثير من الأعلاف أدت إلى بيع الثروة الحيوانية والتخلص منها لعدم المقدرة على دفع تكاليفها اليومية وتم بيع الغنمة التي كان سعرها 1.300 مليون ليرة ب٢٠٠ ألف ليرة.
ودعا عفيف إلى الأخذ بالحسبان أن مساحة القمح المزروعة في سوريا ليس فقط حبوب بل أن قيمة التبن بالنسبة للثروة الحيوانية تعادل قيمة الحبوب، ومن هنا يجب الاهتمام أكثر بزراعة القمح.
وارتفع كيلو لحم الغنم إلى مستويات قياسية تجاوز سعر كيلو لحم الضأن ١٠٠ ألف ليرة، وقال أبو كاسم أحد المربين “كنا سابقا إذا زارنا ضيف نذبح له خروف تكريماً له أما اليوم نتعب ونربي الأغنام ولا نأكلها بسبب ارتفاع أسعارها”، وتابع اليوم نبيع الخروف من أجل أن نصرف على بقية القطيع كما نبيع الخروف من أجل دفع البذار والسماد وتسديد الديون.
وحول الدعم المقدم للثروة الحيوانية بين أبو كاسم أنه خلال العام الماضي تم توزيع العلف المدعوم مرة واحدة في العام 2 كيلو نخالة لكل رأس، وهذا لا يكفيه ليومين، لافتا إلى أن الجمعيات الفلاحية تُسجل أعداد وهمية لبعض المزارعين ويتم المتاجرة بالعلف دون حسيب أو رقيب.
فهل ستلتفت الحكومة إلى الثروة الحيوانية وتحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتعيد زراعة الشوندر السكري وتوزيع العلف المدعوم لمن يستحقه، والعمل على تقليل التكاليف وتخفض الأسعار.
أقرا أيضاً:
الحوالات الخارجية رئة السوريين المهجرين من منازلهم وشريان خفي للخزينة
قمح السوريين ثقيل على الحكومة.. تسعيرة القمح غير عادلة وبعيدة عن المنطق
تربية الأغنام في سوريا