تحسباً من طوفان جديد يجتاح كيان الاحتلال الاسرائيلي، باشرت آلات الحفر الإسرائيلية عملها في الجولان السوري المحتل ، سعياً من “تل أبيب” إلى زيادة تحصين ما تسميه أمنها القومي، وسط مخاوف من اشتعال الجبهة السورية، بشكل مفاجئ على غرار ما حدث في السابع من تشرين الأول الماضي، حين أطلقت حركة “حماس” أول رصاصة في عملية “طوفان الأقصى”.
وبحسب المصادر الاعلامية يشمل المخطط الإسرائيلي إنشاء خندق كبير يمتد على طول الخط الفاصل في الجولان السوري المحتل، وصُمم بعمق وعرض لا يتيح مرور أي نوع من أنواع المركبات.
وكشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن إقدام الجيش الإسرائيلي على تنفيذ عمليات حفر خندق طويل على امتداد تلك المنطقة ، في خطوة جديدة ترمي إلى ضمان ما يسمى بالأمن الإسرائيلي .
إلى ذلك يأتي حفر الخندق كجزء من استراتيجية اسرائيلية لمنع تسلل المقاومين، وتشير المعلومات الواردة إلى رصد نشاط لفصائل المقاومة السورية في المنطقة ، ونقل الآلاف من المقاتلين المصنفين من ضمن قوات النخبة المدرّبة، لا سيما في قرى بريف دير الزور الشرقي كالميادين، والبو كمال، على الحدود العراقية، إلى الجنوب السوري، حيث أعلنت تلك الفصائل مؤازرتها لحركة “حماس” ضمن مبدأ “وحدة الساحات”، وأطلقت في الوقت ذاته صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي.
إزاء ذلك ومع انطلاق عمليات حفر الخندق لم تعلن “إسرائيل” عن أبعاد الخندق، وموعد الانتهاء من الأعمال، لكن أحد الضباط المسؤولين في سلاح الهندسة لجيش الاحتلال الإسرائيلي قال في تصريح صحافي: “إن المسلحين يعتمدون على حلول وتقنيات تعود إلى العصور الوسطى، إن الفنون القتالية لم تتغير، وفي السابع من تشرين دخلت إلى قطاع غزة مركبات دفع رباعي، لو كانت هناك قناة محفورة لما حدث ذلك”.
وأضاف الضابط الإسرائيلي: “هدفنا اليوم تعطيل وصول المركبات إلى السياج، ستعلق الشاحنات والمركبات في هذه القنوات، قد يتكرر سيناريو طوفان الأقصى على اتجاه سوريا رغم أن التهديدات أقل”.
المصادر الاعلامية تشير إلى أن القلق الإسرائيلي ليس طارئاً بل لطالما طوق كيان الاحتلال نفسه بأسلاك شائكة، وكتل إسمنتية عالية على كامل حدود فلسطين المحتلة مع الدول المحيطة ،ويقدر عدد الجدران العازلة بستة جدران .
وأشارت المصادر إلى أنه من بين تلك الجدران سياج في الجولان السوري المحتل استكملت تنفيذه في عام 2015 بعدما باشرت ببنائه منذ عام 2013، ويبلغ ارتفاع الجدار خمسة أمتار ويفصل بين الاراضي السورية المحتلة في الجولان والمحررة في القنيطرة ، وذلك علاوةً على الحواجز بينها وبين الضفة الغربية وغزة ومصر والأردن ولبنان.
أقرأ أيضاً:
صفقة جديدة بين المقاومة وقوات الاحتلال.. ونتنياهو يؤكد رفضه إذا كانت تعرض أمن إسرائيل للخطر
اليوم الـ117 للعدوان على غزة .. قصف إسرائيلي متواصل وهدنة “قيد الدراسة” وفجوة تمويل “الأونروا” متواصلة