أخلت الجهات المعنية في محافظة حلب ومجلس مدينتها على مدار الأسبوع الماضي، عدداً من الأبنية السكنية الواقعة شرقي مدينة حلب من السكان، بعد ثبوت كونها آيلة للسقوط وعلى درجة عالية من الخطورة على أرواح الأهالي.
ففي أعقاب حدوث فاجعة انهيار بناء حي “الفردوس” الأربعاء ما قبل الماضي، والتي كانت أسفرت عن /13/ ضحية إضافة إلى طفلين مصابين، شهدت مدينة حلب تحركات حثيثة من الجهات المعنية، للكشف وسبر واقع العديد من الأبنية الواقع شرق المدينة، ليتم بداية اكتشاف بناء على درجة عالية من الخطورة في حي “الصالحين” وآخر في حي “المشهد”، ما دفع بالجهات المعنية إلى إخلائهما من قاطنيهما.
وبعد ثبوت خطورتهما العالية، عملت المعنيون في حلب على إزالة البنائين بشكل كامل مطلع الأسبوع الماضي، بعد أن تم تأمين القاطنين ضمن مساكن إقامة مؤقتة، لتستمر بعدها عمليات سبر الأبنية الخطرة شرق المدينة، سواء من خلال الجولات المباشرة، أو من خلال الإبلاغات التي ترد لمجلس المدينة من المواطنين.
وشهد يوم أمس الأول الخميس، عودة الأبنية المهددة بالسقوط إلى الواجهة من جديد، بعد أن تم اكتشاف بناء آيل للسقوط في حي “كرم حومد” بقطاع “قاضي عسكر”، وآخر في حي “الفردوس” الواقع ضمن نطاق قطاع “باب النيرب” أبلغ قاطنوه الجهات المعنية بوجود تشققات وتصدعات في جدرانه.
وفور اكتشاف المبنيين أجرت لجان السلامة العامة كشفاً دقيقاً عليهما، ليتبين أن بناء “كرم حومد” وصل إلى مرحلة متقدمة من التضرر قد تجعله ينهار في أي لحظة، ما دفع بالمعنيين إلى هدمه وإزالته بشكل فوري، بالتزامن مع تشميع وإغلاق كافة المنافذ المؤدية من وإلى البناء الآخر الموجود في حي الفردوس، تمهيداً لهدمه هو الآخر خلال الساعات القادمة نتيجة خطورته العالية.
والحال أن نسبة كبيرة من الأبنية الواقع شرقي مدينة حلب، تعاني درجة عالية من الخطورة التي تهدد حياة قاطنيها لسببين رئيسيين، أولهما يتمثل في كون تلك المناطق تشكّل الوجهة الرئيسية لتجار البناء المخالف الذين يعتمدون على تشييد الأبنية بأرخص وأقل الكلف المعمارية ودون أي أسس هندسية لتحقيق أرباح إضافية، وثانيهما يتمحور حول الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها تلك الأبنية خلال فترة سيطرة المجموعات المسلحة على أحياء شرق المدينة ما بين عامي /2012/ و/2016/.
وكان أفاد رئيس مجلس مدينة حلب المهندس معد مدلجي في وقت سابق لـ “سونا نيوز” أن مدينة حلب على أكثر من /50%/ من مساحتها مبنية على أسس هندسية غير سليمة، أو بدون أسس هندسية بالمطلق، منوهاً بوجود أكثر من /1700/ بناء سكني تمت إزالته بشكل كامل خلال السنوات الماضية.
من الجدير ذكره أن أصداء انهيار بناء حي “الفردوس” ما تزال تتردد بين أوساط الشارع الحلبي بقوة، وتزداد مع كل يوم يتقدم فيه التحقيق للوصول إلى المسؤولين عن الحادثة، حيث بلغ عدد الموقوفين على ذمة التحقيق في القضية /6/ موقوفين بينهم ثلاث مدراء سابقين لمديرية خدمات “باب النيرب”، ومسؤول الضابطة العدلية في المديرية، إضافة إلى تاجرَي بناء.
حلب – زاهر طحان