على خلفية التقارب السوري التركي: الخلافات تستعر بين الفصائل المسلَّحة

على خلفية التقارب السوري التركي: الخلافات تستعر بين الفصائل المسلَّحة

على خلفية التقارب السوري التركي: الخلافات تستعر بين الفصائل المسلَّحة

بعد سيطرة الفصائل المسلَّحة وأبرزها ما يسمى “هيئة تحرير الشام”، وهي الاسم الجديد لتنظيم “جبهة النصرة” المدرج كتنظيم ارهابي في مجلس الأمن الدولي، على مدينة إدلب قبل أكثر من 7 سنوات، تحولت المدينة وريفها إلى قنبلة موقوتة لآلاف الإرهابيين مختلفي الجنسية والولاءات الخارجية، ما أدى إلى تناحر بينهم في كثير من المحطات والتطورات جراء توزع الولاءات الخارجية أولاً والتناحر على حدود السيطرة ثانياً، إضافة إلى التناحر على نهب الموارد المالية.

عدد كبير من المسلَّحين هم من جنسيات مختلفة، يتزعمهم المدعو أبو محمد الجولاني، متزعم “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة)، والذي يتحكم في مصير مئات الآلاف من المدنيين، ويفرض عليهم الضرائب بذرائع مختلفة لتمويل تنظيمه، اضافة الى انتشار فصائل مختلفة الولاءات أبرزها الممول تركيا خصوصا في جبال التركمان الساحلية وما يسمى “الجيش الوطني” أو “الجبهة الوطنية” وغيرها.

التناحر تأجج أكثر مؤخراً

وذكرت مصادر محلية لـ “سونا نيوز” أن التناحر بدى واضحاً مؤخرا بين الفصائل المسلَّحة على وقع التقارب التركي السوري، خصوصاً بعد الإعلان مسؤولين أتراك عن إمكانية تشكيل لجنة ميدانية مشتركة بين سوريا وتركيا.

وأشارت المصادر المحلية إلى أن التقارب السوري التركي دفع بالفصائل الأكثر تطرفاً خصوصا ما يسمى “هيئة تحرير الشام” المصنفة إرهابية، إلى التناحر خشية من انقضاض الفصائل المحسوبة على تركيا، والانقلاب على التنظيمات المصنفة دوليا إرهابية.

ولفتت المصادر إلى أن الخلافات العارمة بين هذه الفصائل التي تقوم على الإرهابيين الأجانب وبين “هيئة تحرير الشام” وزعيمها الجولاني في شمال سوريا، إذ حاول الجولاني تدجين وضبط هذه المجموعات في سياق التغيرات التي طرأت على نهج الجولاني في محاولة لدخول الفضاء السياسي وإرضاء تركيا من جهة ومغازلة الولايات المتحدة من جهة ثانية لضمان تثبيت سيطرته على إدلب وبعض أرياف الشمال السوري.

يشار إلى أن أغلب الارهابيين الموجودين في إدلب دخلوا إلى سوريا عن طريق الحدود التركية التي كانت مفتوحة على مصراعيها أمام الإرهابيين الأجانب.

 

 

على خلفية التقارب السوري التركي: الخلافات تستعر بين الفصائل المسلَّحة

“هيئة تحرير الشام” تنذر بقية الفصائل بالإخلاء

وفي سياق التناحر الذي اشتدت قوته خلال الأيام والأسابيع الأخيرة، خصوصا في منطقة جبل التركمان بريف اللاذقية حيث تتواجد “هيئة تحرير الشام” من جهة وما تسمى بـ “الجبهة الوطنية للتحرير” و” الفرقة الساحلية الأولى” المدعومة تركياً، أشارت المصادر إلى أن هيئة تحرير الشام أنذرت ما يسمى الفرقة الساحلية بإخلاء نقاطها عند خطوط التماس مع الجيش السوري في جبل التركمان بريف اللاذقية، وتسليمها لـ “الهيئة” هناك.

المصادر الميدانية كشفت أن “هيئة تحرير الشام” أقدمت مؤخراً على تصعيد الموقف الميداني مع باقي التنظيمات المحسوبة على تركيا، وذلك خشية من أي تطور في العلاقة بين سوريا وتركيا خصوصا ميدانياً لجهة تصفية إرهابيي الهيئة لعدم القدرة على إعادة تعويم التنظيم المتطرف سياسياً.

وأوضحت المصادر أن توتراً ميدانياً حدث بين مسلَّحي “الفرقة والهيئة” في منطقة جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، تبعه إنذار من الهيئة لمجموعات الفرقة بالانسحاب من النقاط المتقدمة في خطوط التماس مع قوات الجيش السوري.

وبينت المصادر أن الأسباب المباشرة لهذا الإنذار هو الخلافات بين قيادات الفصيلين الإرهابيين على صعيد التوزيع الميداني، على الأرض لكلا الطرفين وعدم التنسيق بينهما بالتحركات، إلا أن واقع الحال يشير إلى خشية “هيئة تحرير الشام” من أن تنقلب عليه بقية الفصائل المدعومة تركياً، في سياق العلاقة مع دمشق وتقديم “الهيئة” كقربان لهذه العلاقة.

ميدانياً لفتت المصادر المحلية إلى أن التناحر، سهل على الجيش السوري والمقاتلات الروسية شن هجمات قوية ضد مواقع الفصيلين المتطرفين في أرياف اللاذقية وادلب.

وأكَّدت المصادر أنه بعد إنذار “الهيئة”، قيادات “الفرقة الساحلية” لم تتخذ قرارً بالاستجابة لهذا الإنذار رغم عدم قدرتها على مواجهة “الهيئة” الأكثر عدداً وعدةً، ولكن هناك حراك داخل صفوفها تفكر بالرحيل إلى مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا بريف حلب.

 

على خلفية التقارب السوري التركي: الخلافات تستعر بين الفصائل المسلَّحة

 

المصادر المحلية والميدانية أضافت بأن “الهيئة”، تسعى للسيطرة الكاملة على خطوط التماس قوات الجيش السوري، بالإضافة لتوسيع نفوذها على حساب الفصائل المسلَّحة الأخرى، وتأتي التهديدات الأخيرة للفرقة في ظل التغيرات الحالية، وخاصة التقارب التركي والعربي من سوريا.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتناحر الفصائل فيما بينها، في محاور التماس مع الجيش السوري، فغالباً ما تحدث مثل هذه الانقسامات والتطورات وتتطور إلى اشتباكات مسلحة أدت الى سقوط عدد كبير من القتلى بين الأطراف المتناحرة.

يشار إلى أنه ونتيجة لاشتداد التناحر بين تلك الفصائل مؤخرا دفع بالكثير منهم الى الهروب عبر حدود تركيا، نحو دول أخرى وأغلبهم من جنسيات شيشانية وقوقازية وأوزبك وطاجيك وألبان وأغلبهم ينتمون إلى “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم القاعدة الارهابي.

مصادر سياسية متابعة لملف الفصائل المسلَّحة في سوريا أوضحت أن الجولاني حاول في الفترة الأخيرة “تدجين” وضبط المجموعات في محاولة لدخول “الفضاء السياسي” لإرضاء تركيا من جهة ومغازلة الولايات المتحدة من جهة ثانية، لضمان تثبيت سيطرت تنظيمه على إدلب وبعض أرياف الشمال السوري، إلا أن محاولات الجولاني باءت بالفشل بحسب تلك المصادر.

المحيسني يهرب إلى تركيا

وفي سياق متصل نقل عبد الله المحيسني أحد المسؤولين الشرعيين السابقين في الـ “الهيئة”، قبل أسابيع مكان إقامته في ادلب إلى تركيا، بعد حالة الفلتان الأمني التي تشهدها مناطق نفوذ الجولاني، خشية على حياته.

 

على خلفية التقارب السوري التركي: الخلافات تستعر بين الفصائل المسلَّحة

 

وقالت مصادر محلية إن المحيسني لم يعد يتنقل كما السابق في المحافظة منذ أشهر، وخصوصاً بعد رفضه الطريقة التي يدير فيها الجولاني وأنصاره المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام، وازدياد حالة الفلتان الأمني، وانتشار أعمال القتل والتصفية فيها.

وأكدت المصادر أن المحيسني يخشى أن تطاله رصاصات التصفية بعد الخلافات بينه وبين الجولاني، على خلفية تفرد الأخير بالزعامة.

يشار إلى أن الإرهابي المحيسني كان أحد أبرز “المسؤولين الشرعيين” في “جبهة النصرة” قبل تغيير اسمها إلى “هيئة تحرير الشام” ويعد أحد المسؤولين الرئيسيين عن تحريض الأجانب على الدخول إلى سوريا خلال فترة الحرب وتنفيذ أعمال ارهابية أودت بآلاف الضحايا والجرحى.

سونا نيوز


أقرأ أيضاً:

قرب حقول النفط.. واشنطن تزود قواعدها شرق سوريا بمنظومة صواريخ هيمارس
ما حقيقة قصف “قارب تركي” بالمياه السورية ؟

 

عن hasan jaffar

شاهد أيضاً

عمليات نوعية للجيش السوري ضد النصرة وحلفائها في ريف إدلب

عمليات نوعية للجيش السوري ضد النصرة وحلفائها في ريف إدلب

عمليات نوعية للجيش السوري ضد النصرة وحلفائها في ريف إدلب استهدفت وحدات من الجيش السوري …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *