مشاعر الأسى وأحاسيس المأساة وحدها الطاغية على وجوه من تبقى من فلسطينيي قطاع غزة، مع تواصل العدوان الإسرائيلي المفتوح ضدهم في اليوم الـ 127 منه، لتكون مدينة رفح وجهة المحتلين بالقصف والتدمير وتهديد بالاجتياح، فلا شيء سوى الرعب يخيم على “رفح” التي تطوقها أحزمة النار ويحاصرها شبح الاجتياح الذي قد يدفن الآمال في آخر ملاذ للنازحين بقطاع غزة.
ميدانياً، قوات الاحتلال الاسرائيلية تقصف منطقة رفح بأقصى جنوب القطاع، في وقت أمر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جيشه بإعداد “خطّة لإجلاء” مئات آلاف المدنيّين من المدينة قبل هجوم برّي مُحتمل.
وأفاد شهود عيان فجر اليوم بحصول غارات في محيط مدينة رفح التي بات يسكنها الآن نحو 1,3 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكّان قطاع غزّة، وهم في غالبيّتهم العظمى أشخاص لجأوا إليها هربًا من العنف شمالًا.
وبعد أكثر من أربعة أشهر على العدوان الاسرائيلي ضد القطاع المحاصر ، باتت رفح القريبة من الحدود مع مصر والتي تؤوي أكثر من مليون نازح فرّوا من الدمار والمعارك في باقي مناطق القطاع، محور الترقّب بشأن المرحلة المقبلة.
وقال أحذ النازحين الفلسطينيين فيها : إذا اجتاح (الجيش الإسرائيلي) رفح، كما قال نتنياهو، ستحدث مجازر، ويمكن لنا وقتئذٍ أن نودّع البشريّة جمعاء”.
في رفح، دُمّرت يوم الجمعة خلال النهار مبانٍ عدّة، وفقًا لمصوّري فرانس برس. وفي أحد الأحياء، شوهد أشخاص يحملون جثث ثلاثة أطفال قُتِلوا في قصف.
وقالت ناديا هاردمان، الباحثة في قسم حقوق اللاجئين والمهاجرين في “هيومن رايتس ووتش”، إنّ “إجبار أكثر من مليون فلسطيني نازح في رفح على الإخلاء مرّةً أخرى، دون العثور على مكان آمن يذهبون إليه، سيكون غير قانونيّ وقد تنتج عنه عواقب كارثيّة”.
وأضافت: “لا يوجد مكان آمن في غزّة. يجب على المجتمع الدولي اتّخاذ إجراءات لمنع فظائع جديدة”، وذلك في حين أعربت الأمم المتحدة وكذلك الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، عن مخاوفها على مصير المدنيّين هناك.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنه استشهد اليوم أربعة فلسطينيين في قصف طيران الاحتلال ساحات مجمع ناصر الطبي غرب خان يونس جنوب القطاع، فيما استشهدت امرأة برصاص قناصة الاحتلال أمام بوابة المجمع.
إلى ذلك استشهد 28 فلسطينياً، وأصيب آخرون في قصف الاحتلال منازل وسط وشمال رفح جنوب القطاع خلال الساعات الـ 24 الماضية، كما ارتقى 3 شهداء في قصف طيران الاحتلال مركبة غرب رفح.
كما استشهد صياد فلسطيني، وأصيب آخر بنيران بحرية الاحتلال قبالة ساحل دير البلح وسط القطاع.
هذاوأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني العثور على جثمان الشهيدة الطفلة هند رجب 6 سنوات، وخمسة من أفراد عائلتها واثنين من المسعفين بعد محاصرة الاحتلال للمركبة التي كانت تقلهم قبل 12 يوماً في منطقة تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أمس ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المنكوب منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى 27947 شهيداً و 67459 جريحاً.
توازيًا مع المسار الميداني ، تتواصل الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب، حيث شهدت القاهرة الخميس محادثات جديدة، بقيادة مصر وقطر، سعيًا للتوصّل إلى اتّفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل، فيما انتهت هذه المحادثات يوم الجمعة، حسبما أكّد مسؤول في حماس وقال “وفد حماس غادر القاهرة”، مضيفًا أنّه “ينتظر ردًّا من إسرائيل”، دون أن يخوض في تفاصيل.
وعلى جبهة عسكريّة أخرى، أعلن حزب الله الجمعة أنّه أطلق عشرات الصواريخ على موقع للجيش الإسرائيلي في الجولان، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي من جهته شنّ عدوان جوي على مواقع في الجنوب اللبناني .
أقرأ أيضاً:
تجرُّنا للصراع بالمنطقة .. أول تعقيب عراقي على جريمة اغتيال الساعدي
ضربات نوعية للجيش السوري ضد النصرة في ريف أدلب