سببها الفصائل المسلحة.. حركة نزوح نشطة في مناطق سيطرة فصائل أنقرة باتجاه الحسكة والرقة
تشهد المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال التركي والفصائل المسلَّحة الموالية له حالة نزوح كبيرة باتجاه مدينة الحسكة وريفها.
وأكَّدت مصادر خاصة حصلت عليها “سونا نيوز” نزوح 256 عائلة من مدينة رأس العين وريفها مؤخراً باتجاه مدينة الحسكة وأغلب هذه العوائل كانت تنتظر انتهاء موسم الحصاد لتغادر المنطقة.
وأضافت المصادر أنه حتى الآن سجلت 550 عائلة اسمها في أرشيف مخيم مهجري رأس العين في بلدة تل السمن شمال الرقة نزحوا من ريف تل أبيض باتجاه الرقة بعضهم استأجر منزل في المدينة وبعضهم لجئ للمخيم لعدم قدرته المادية.
ولفتت المصادر إلى أنَّه ليس للمخيم العشوائي القدرة على استيعاب المزيد من العائلات الوافدة، إذ تبلغ قدرته الاستيعابية 1387 عائلة ولا يُقدّم له أي دعم من أي جهة حتى المنظمات التي دخلت بشكل غير شرعي إلى الأراضي السورية بتصريح من “الإدارة الذاتية الكردية” ولا الجمعيات المحلية المرخّصة من “قسد”.
وأضافت المصادر أنَّ أسباب حركة النزوح تعود الى القتال الداخلي بين الفصائل المسلحة العاملة بأوامر الجيش التركي، حيث ينشب الصراع بين هذه الفصائل طمعاً بالمكاسب المادية التي تجنى من المنافذ ومعابر التهريب وكذلك على تقاسم ممتلكات وعقارات الأهالي المهجرين قسراً من أرضهم بفعل سيطرة هذه الفصائل المدعومة من الجيش التركي.
وجرت جميع حالات الاقتتال الداخلي بين فصائل ما يسمى “الجيش الوطني” التي شهدتها منطقتي رأس العين وتل أبيض، في مناطق مأهولة بالسكان، كالأسواق العامة والأحياء السكنية والقرى، وفي حالات أخرى على حواجز طرقية يمّر عبرها المدنيون في المنطقة، فضلاً عن توثيق حالات قتل واغتيال وإطلاق النار ضمن البلدات والقرى، وفق مصادر أهلية.
بعض النازحين قالو لـ “سونا نيوز” أنه تنعكس الاقتتالات الدامية بين الفصائل المسلحة على حياة المدنيين العزل من خلال تساقط المقذوفات والرصاص الحي على الأحياء السكنية ووصول بعضها لشرفات المباني المأهولة بالسكان.
وعلاوة على ذلك فإنه في كل مرة تنشب حالة اقتتال بين الفصائل المسلحة فإن المنطقة تستنفر بالكامل مما يثير الرعب بين الأهالي وتتعطل أعمالهم.
فمن وجهة نظر النازحين فإن آثار الاقتتال الداخلي وفوضى السلاح لا تقتصر على وقوع ضحايا منهم المدنيين العزل وإلحاق الضرر بممتلكاتهم، بل تتعدى ذلك إلى دفع السكان بالتفكير في مغادرة المنطقة، حيث يزيد الوضع الأمني المتردي من حالة عدم الاستقرار، ويؤثر بشكل واضح في عملية التنمية الاقتصادية، ما يفاقم من تردي الأوضاع الاقتصادية وحالة الفقر الشديد التي يعاني منها غالبية السوريين داخل هذه المناطق، خاصة وأن تركيا فرضت التعامل بالعملة التركية في المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة الفصائل والليرة التركية بدأت تشهد انهياراً ملحوظاً أمام الدولار الأميركي ما يزيد من معاناة الأهالي في تلك المناطق.
وتستمر الاقتتالات الداخلية بين صفوف الفصائل المسلحة في المناطق المحتلة إلى جانب الانتهاكات اليومية التي ترتكبها ذات الفصائل بحق المدنيين من اختطاف مقابل فدية مالية، وابتزاز المدنيين وغيرها من الممارسات المنتهكة لحقوق الإنسان.
يُشار أنه خلال الأيام الماضية وقع اشتباك على حاجز القوس بمدخل مدينة رأس العين الجنوبي راح ضحيته طفلين وامرأة وأُصيب عدد من المدنيين لوجودهم صدفة على الحاجز.
مراسل المنطقة الشرقية – سونا نيوز
أقرأ أيضاً:
بطلب تركي.. لأول مرة القوات الأمريكية تدمر أنفاقاً لـ “قسد” في الحسكة
بعد هدوء لأيام.. المجموعات المسلحة تستهدف سهل الغاب والجيش يقصف تجمعاتهم