يستذكر فادي أغنية كاظم الساهر التي يقول فيها “سوف لن أشتري هذا العيد شجرة، ستكونين انتِ الشجرة”، ويدندنها أمام زوجته وأولاده بعد عودته خائباً من محل زينة الميلاد المجيد، لعدم قدرته على شراء الشجرة وزينتها بسبب ارتفاع سعرها بشكل كبير يفوق قدرته الشرائية مع تجاوزها الـ 2 مليون ليرة سوريّة!.
فادي – وهو رسام – اقترح على زوجته أن يقوم برسم شجرة وزينتها على لوح خشبي وتلوينها كما لو انها حقيقية ما يوحي لأطفالهما بأنّها “شكل جديد” يريد أن يهديه لهم، متمنياً أن ينال إعجابهم ويغطي به عجزه المالي عن إسعادهم هذا الميلاد.
وفي صوت مرتفع من إحدى عبّارات بيع الزينة في سوق العنابة بمدينة اللاذقية، يعلو صوت سيّدة وهي تلوم بائع بسبب نطقه لأرقام مرتفعة حول تسعير زينة الكريسماس، قائلة: هل تحولون حتى المناسبات الدينية والمفرحة إلى استغلال مادي تحيطوننا فيه بالحزن لعدم قدرتنا على شراء ما يسعد عائلاتنا كما السابق! متسائلة: لماذا ارتفع سعر الشجرة لأكثر من 100 ضعف هل الأغصان تباع بالعملة الصعبة أيضاً؟ ربما لن يكتب لنا الفرح بأي شيء بعد الآن!.
من جهته، أوضح البائع بأنّ ارتفاع الأسعار ليس سببه إنّما من المصدر أي التاجر الذي يشتري البضائع من الخارج فيما يخص المواد المستوردة، أما المصنعة محلياً فهي أيضاً يتم إنتاجها بمواد أولية مستوردة من الخارج وهذا ما يجعل الأسعار ترتفع بشكل كبير هذا العام، فمعظم أدوات الزينة من الخارج.
وتتراوح أسعار شجرة الميلاد حسب القياس والنوعيّة، إذ تبدأ بسعر 150 ألف ليرة للشجرة الصغيرة من قياس 30 سم، وترتفع تدريجياً إلى 350 ألف ليرة لقياس 90 سم، و600 ألف ليرة لقياس 120 سم، هكذا وصولاً إلى قياسات كبيرة بين 190 – 210 سم وتبدأ بسعر مليون ونصف حتى مليونيّ ليرة سوريّة بدون الزينة وتوابعها.
فيما تبدأ أسعار الزينة من 5 ألف ليرة للكرة الملونة إلى 25 ألف ليرة لإطار الشوك المورد، أما شريط الإنارة الضوئية فيتراوح سعره حسب الطول ويبدأ من 15 ألف ليرة حتى 90 ألف ليرة، كما تباع الأشكال الأخرى من الزينة كلّ حسب حجمها وبأسعار لا تقل عن 12 ألف ليرة لأي قطعة هدايا رمزية تعلق على الشجرة أو توضع في محيطها.
وأشار أحد أصحاب المحلات إلى انخفاض عمليات البيع هذا العام بنسبة تتجاوز 55 %، مرجعاً السبب إلى غلاء الأسعار مقارنة بالقدرة الشرائيّة، إذ باتت تكاليف الاستيراد والنقل تزيد عن 100 % مقارنة بسنوات سابقة.
أقرأ أيضاً:
نتيجة التعديات ..السويداء تخسر أكثر من 60 بالمئة من مساحة الحراج
ستة أشهر ولم يتم اختيار مدير هل الأمر دراسة أم بازار