مع انعدام التيار الكهربائي أو يكاد نتيجة قلة المشتقات النفطية أو خروج محطات التوليد عن العمل، تبرز الطاقة الشمسية حلاً لمختلف الشرائح السورية من صناعيين وتجار ومواطنين، فالكهرباء مضمونة ما دامت طاقة الحرارة متواجدة، إذ تملك سوريا مخزوناً منها والتي من الممكن توليدها بواحدة المساحة أو ما يعرف بـ “الكُمون الشمسي”.
وعلى إثر المشاكل التي ترافق توصيل التيار الكهربائي للمناطق الصناعية، وما يكتنزها من صعوبات، فإن خيار “الطاقة الشمسية” أشد توفيراً وأقل مشاكلاً بالنسبة للصناعي السوري.
نائب رئيس الشركة السورية لإنتاج اللواقط الكهروضوئية “فهد بديوي” قال خلال لقاء إذاعي إن سوريا من البلاد التي لديها كُمون شمسي عالي، كما تمتلك أراضي صحراوية واسعة باستطاعة شمسية كبيرة لا تتعرض للغيوم ووضعها مناسب جداً للاستثمار بالطاقة الشمسية الكهروضوئية.
وبيّن أن سوريا تعاني حالياً من نقص التوليد نتيجة الخسارة المؤقتة لمعظم منابع الوقود الأحفوري وهذا ما أثر على إمكانيات توليد الكهرباء، ناهيك عن العقوبات التي أدت إلى تراجع أداء محطات التوليد التقليدية أو خروجها عن الخدمة إما بشكل غير مباشر نتيجة عدم توفر إمكانية الصيانة أو بشكل مباشر نتيجة التدمير الممنهج لهذه المحطات وأهم محطة يمكن ذكرها هي “محطة زيزون” التي فكِّكت بالكامل.
وحول التعويض عبر الطاقات المتجددة أكد “فهد” أن هنالك توجه عالمي حياله، والسبب ليس نفاذ الوقود الأحفوري أو البيئي وإنما الأمر اقتصادي وهي الحل لأنها توفر طاقة بكلف منخفضة، فمثلاً الطاقة الشمسية بالمزارع الضخمة على مستوى العالم انخفضت كلفة التوليد إلى أقل من 2 سينت دولار بينما عبر الوقود الأحفوري أقل ما يمكن أن تكون 10 سينت دولار عند التوليد باستخدام الغاز الطبيعي.
أما في سوريا التوليد يتم عبر الفيول لأكثر من ثلث حجم التوليد وهو مكلف وكيلو الواط الساعي يكلف 15-20 سينت دولار بالتالي إن استطعنا التوفير بكلفة 2 سينت دولار فهو أمر بالغ الأهمية من الناحية الاقتصادية.
وقال “بديوي” إن التوليد عبر الطاقات الشمسية الكهروضوئية سيوفر لنا طاقة كهربائية بتكلفة أقل واستقلالية بحكم أنها ستعمل بدون مداخلة ولن نكون بحاجة للوقود وإنما للصيانة الدورية وستعمل لمدة 25-30 سنة على للأقل إذا هي طاقة بديلة وداعمة قادرة على توليد الكهرباء بأوقات الاستهلاك والذروة ودعم الشبكة.
وتابع أنه عندما تعود الآبار النفطية يجب عدم استنزاف ثروتها، إذا كان بالإمكان توليد الكهرباء بطرق أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية واستثمار النفط أيضاً بطرق أكثر جدوى لكن ليس بتوليد الكهرباء فقط، كما نوه إلى أنه لا بد من بقاء محطات التوليد التقليدية وبالتالي سينخفض استهلاك الوقود الأحفوري عن طريق الطاقات المتجددة.
وختم فهد حديثه بلسان حال الصناعي الذي تقع منشآته ضمن مدينة صناعية معفاة من التقنين لكنه يدفع سعر الكهرباء بسعر 800 ليرة للكيلو واط لكنه يعتبرها كلفة عالية، رغم أنه يسددها بنصف تكلفتها لذا قد يفكر بالطاقة البديلة بهدف تخفيض تكاليفه وفاتورته بشكل كبير وهو حل جيد.
مبيناً أنه عند التوجه برفع الدعم عن الصناعيين سيدفع الصناعي 1500 ليرة لكل كيلو واط ساعي بينما اعتماده على الطاقة الشمسية ستكون كلفة الكيلو واط الساعي 300-400 ليرة متوقعا بناءً على حساباته أن كلفة الكيلو واط عبر تشغيل المولدات التي تعمل على المازوت ستكلف أكثر من 5000 ليرة.
اقرأ أيضاً:
عضو “غرفة تجارة دمشق” توفر المواد بالسوق أهم من استقرار سعر الصرف!
تسبب بآلاف حالات التسمم.. تركيا تواصل حبس حصة سوريا من مياه الفرات
الكهرباء في سوريا