“الشّفلح” في القلمون السوري أو “القبار” أو “الكبار” في المنطقة الوسطى من سوريا، اسمين متداولين لعشبة برية تتمدد في الأراضي الزراعية، فيما يحاول المزارعون مكافحتها ومنعها من التمدد أكثر في أراضيهم.
يقول عدد من الفلاحين لـ “سونا نيوز” إن هذه النبتة البرية عاشت سنينا في أراضيهم، دون أن يدركوا قيمتها الغذائية والطبية أو أنها كنز اقتصادي وغذائي وطبي، حيث أضحت اليوم محصولا اقتصاديا ثمينا، لكثير من أسر سوريا، بعد أن أدركت أهميتها في عالم التصنيع الغذائي والطبي وتهافت الشركات المصنّعة عليها.
يعدُ شهري حزيران حتى أواخر آب أفضل الأوقات لجني ثمار القبّار بحسب خبراء زراعيين، حيث ظلت هذه النبتة حبيسة أسرار المهربين والتجار إلا أن تمكن المزارعون من فك شيفرتها الغذائية بحسب توصيف أحدهم.
والقبار شجيرة حراجية مقاومة للجفاف ويصل عمرها إلى نحو ثلاثين عاماً وتنمو بشكل طبيعي وتنتشر خصوصا في ريف محافظات حمص وحماة وإدلب وحلب، حتى أصبحت مصدر رزق لهم.
وزارة الزراعة السورية كشفت مؤخراً أنها صدرت أكثر من ستة آلاف طنا من ثمار القبّار العام الماضي، ووجهت للاهتمام بهذا النبات والتوسع بزراعته وتطويره بالتعاون مع المجتمع المحلي.
وعن فوائد القبار كشف الدكتور شادي خطيب رئيس الجمعية العلمية السورية للأعشاب الطبية والطب التكميلي والتغذية في تصريح لـ “سونا نيوز” أن القبار من النباتات الغنية بالمعادن والفيتامينات، وتُستخدم براعمه شعبياً كمخلل ويساعد في عملية الهضم وتنشيط الكبد.
وأشار الدكتور الخطيب إلى أن جذور القبار تُستخدم شعبيا على شكل لصقات لآلام فتق النواة اللبية “الديسك” وآلام أسفل الظهر مع مراعاة أنها قد تسبب تحسس موضعي وحروق للجلد عند تطبيقها مباشرة.
وقال الخطيب: إن القبار نبتة طبية بامتياز فهي تفيد أيضا بحسب الدراسات الحديثة كمضاد للجراثيم الممرضة خاصة نوع العنقوديات المسببة لإنتانات الجلد، وفي علاج الروماتيزم، ويتمتع بتأثير مدر للبول، والمساعد في حماية خلايا الكبد، وله دور في علاج الداء السكري من النمط الثاني غير المعتمد على الأنسولين.
يشار إلى أن المغرب يتصدر قائمة مصدري نبات “القبار” عالميا ويساهم بحوالي ثلث الإنتاج العالمي.
أقرأ أيضا :