لم تكن العملية العسكرية لأبطال المقاومة الفلسطينية “طوفان الأقصى” قراراً فرديا بوجه الاحتلال الإسرائيلي، بل مفرداتها وتفاصيلها تؤكد أن محور المقاومة برمته شريك بها وبقرار تنفيذها.
إذ لم يكن للجريمة الإرهابية التي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء من أبناء سوريا خلال حفل تخريج طلاب الكلية الحربية في حمص، أن تبقى دون رد وخاصة أن هذه الجريمة النكراء لا يمكن أن تقوم بها تنظيمات إرهابية منعزلة عن داعميها سواء من الاحتلالين الأمريكي و التركي أو من كيان الاحتلال الإسرائيلي “السرطان الارهابي القائم في المنطقة”.
لقد أثبتت عملية ” طوفان الأقصى ” أن قوة محور المقاومة شديد البأس ولا يتوقف عند جغرافية ضيقة وله الذراع الطولى بالمنطقة مهما حاول الكيان الغاصب التذرع بجيشه الذي لا يقهر ، فيما أثبتت المقاومة الفلسطينية أن هذا الكيان كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إنه أوهن من بيت العنكبوت.
عشرات القتلى ومئات المصابين وعشرات الأسرى من جنود الاحتلال في يد المقاومة الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة خلال ساعتين، تعكس إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة التي لم تستكن يوماً للاحتلال، وراكمت الخبرات والقدرات العسكرية للمقاومة تباعا بدعم واضح وصريح من قيادة قوى المقاومة ودولها وعلى رأسها سوريا التي كانت ومازالت داعما أساسيا لقوى المقاومة في المنطقة ومنها في فلسطين المحتلة.
لقد صدق الوعد حين تعهدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية بالرد على الجريمة النكراء بكل قوة وحزم على تلك التنظيمات الإرهابية أينما وجدت، وتشدد على محاسبة المخططين والمنفذين لهذا العمل الإجرامي الذي سيدفعون ثمنه غالياً.
كما توعد القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي منفذي هذه الجريمة الإرهابية وحماتهم بأنهم سيتلقون رداً مهولاُ وانتقاماً مباغتاً من المجاهدين المؤمنين ومقاتلي المقاومة الإسلامية وسيدفعون ثمنا باهظا.
لتكون عملية “طوفان الأقصى” للمقاومة الفلسطينية أحد تجليات الرد لمحور المقاومة على جريمة الكلية الحربية في نطاق الجغرافيا الواسعة بالمنطقة، وهذا الرد لا ينفصل عما يقوم به الجيش العربي السوري من رد ساحق على أوكار التنظيمات الإرهابية على طول خطوط التماس في إدلب وريف حلب وحماة.
إذاً الجبهات متوحدة بالمنطقة والرد واحد ومحور المقاومة يرسم معادلة جديدة بالمنطقة عنوانها النصر والتحرير.
أقرأ أيضاً:النظام التركي وإعادة “عقارب الساعة” السورية
أقرأ أيضاً:واشنطن تضيف إلى سجلّها في سوريا صفة “اللّص”