برز جلياً مؤخراً مصطلح ” وحدة الساحات” بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته .
لقد تناول الإعلام بكثافة هذا المصطلح أو مفهوم “وحدة الساحات” والذي يتم تداوله في السنوات الأخيرة بين القوى المقاومة في فلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن ودول أخرى، بكثير من الإسهاب والهدف فهم ومعرفة مدلولات هذا المفهوم على أرض الواقع، و لا سيما بعد معركة طوفان الأقصى.
وتشير المعلومات إلى أن مصطلح “وحدة الساحات” تم إطلاقه بعد معركة “سيف القدس” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في شهر أيار من عام 2021 دفاعاً عن المسجد الأقصى، ورداً على الانتهاكات الصهيونية للمسجد الأقصى والقدس ومحاولة إزالة حي الشيخ جراح في القدس.
أما التجلي العملي لهذا المصطلح فتمثل بإطلاق الصواريخ من قطاع غزة وجنوب لبنان وسوريا والعراق واليمن ضد قواعد الاحتلال وجنوده ، مع ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية، واندلاع مواجهات في عدة مناطق في الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948.
معلقون إسرائيليون حذروا من أن هذا المصطلح بات هاجساً يقض مضجع ساسة كيان الاحتلال، إذ إن جبهات المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن توحدت بالفعل وكانت لها الكلمة العليا في دك معاقل العدو بشتى أنواع الأسلحة المتاحة.
بل إن السياسيين يعتبرون أن معركة طوفان الأقصى استطاعت أن توحد ساحات المقاومة والساحات العربية الشعبية بوجه الدعاية الإسرائيلية، حيث أشادوا بالمقاومة اليمينة المتمثلة بالجيش و التي غيرت المعادلة في منطقة البحر الأحمر، سواء من استخدامها الصواريخ الباليستية العابرة باتجاه الأراضي العربية المحتلة أو عبر رسائلها البحرية في السيطرة على السفن التي تعمل لصالح كيان الاحتلال في البحر الأحمر، ما شكل ضربة قوية لهذا الكيان الغاصب وأثار حفيظة الغرب من الخطوة اليمنية المتطورة.
ساسة الاحتلال اعترفوا في أبواق إعلامهم بواقعية ” وحدة الساحات” و خصوصاً بعد معركة حركة الجهاد الإسلامي المقاومة في نيسان من عام 2023 والتي انتهت بوقف لإطلاق النار. وعلى الرغم من عدم مشاركة حركة “حماس” فيها فقد قال الصحفي الإسرائيلي يوني بن مناحم: “إن مهاجمة إسرائيل بالصواريخ، من قطاع غزة وجنوب لبنان، ليست سوى المرحلة الأولى في حرب الاستنزاف من جانب محور المقاومة عبر استخدام إستراتيجية “وحدة السـاحات”.
وتساءل مراقبون عندما أطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة معركة “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول الماضي عن مستقبل مفهوم “وحدة السـاحات” ، حيث قال صحفي أمريكي : ” إن السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله ، بدأ يتحدث أول مرة عما سمّاه إستراتيجية “وحدة السـاحات”، كإشارة منه لتقوم حركات المقاومة بالمنطقة بتنسيق عملياتها العسكرية فيما بينها ضد “إسرائيل” من أجل تطويقها بحلقة من النيران.
لقد شهدنا خلال تفاصيل معركة ” طوفان الأقصى” ملحمة تاريخية عبرت عن وحدة المقاومة والساحات والشعوب العربية والإسلامية والتي تجلت لأول مرة بفعالية على أرض الواقع مع اتساع عمليات حركات المقاومة من فلسطين إلى لبنان وسوريا و اليمن والعراق، لتطال قواعد الاحتلالين الإسرائيلي والأمريكي في المنطقة بما فيها قواعد الاحتلال غير الشرعية في سوريا والعراق.
إن معركة طوفان الأقصى شكلت امتحاناً عملياً لشعارات محور المقاومة التي تطرح في مواجهة العدو الصهيوني، وتم تطبيقها بشكل عملياتي وأثبتت أنها قابلة للتطبيق على الأرض وربما في قادمات الأيام ستكون للمقاومة في المنطقة الكلمة الفصل مع تطور أدواتها ونهجها العسكري والقيادي.
أقرأ أيضاً:إسرائيل “مغول العصر” لن تفلت من العقاب
أقرأ أيضاً:أردوغان و”دموع التماسيح” على غزة