لعل المائدة السورية ستستغني عن طبق جديد من أطباقها، بيد أن الراحل المحتمل هذه المرحلة هو سيد مائدة الإفطار السورية “المكدوس”.
ذلك الطبق الشعبي والذي يعد الأول بالنسبة للكثير من المواطنين، ارتفعت تكلفة تصنيعه في البيوت على خلفية ارتفاع المكونات الأساسية له من حشوة وزيت.
وأمام الحال هذه عزفت العديد من البيوت السورية عن تموين “المكدوس” ليكونوا على موعد مع فقدانه في موائد الصباح الشتوية، إذ بينت العديد من ربّات المنزل أن ضعف القدرة الشرائية للمكونات الأساسية أو البديلة للحشوة، ستحول دون تموين “عزيز المائدة”.
بينما أوضحت أخريات أن الجوز “الحشوة الأساسية” أو فستق العبيد “الحشوة البديلة” قد ارتفعت أسعارهما بشكل ملحوظ، فضلا عن الارتفاع الحاصل بقيمة مادة الزيت.
فيما بيَّنت كثيرات منهن أن المـكدوس في هذا الموسم لمن استطاع إليه سبيلاً، والقادر على تأمين حشوته، وأوضحن أن الوضع المادي لا يسمح بذلك، في ظل الظروف المعيشية الصعبة فأعباء المستلزمات المدرسية تكفي وتزيد!
أما الذي لا يستطيع “فراق المكـدوس” فإن تكلفة المكدوسة الواحدة عليه ستعود ٢٥٠٠ ليرة كحد أدنى، حيث يبلغ 4 كيلو من الباذنجان المسلوق بـسعر 12 ألف ليرة للكيلو، وكيلو دبس الفليفلة بسعر 30 ألف ليرة، ونصف كيلو جوز مكسر بـ 40 ألف ليرة، وليترين من زيت الأونا بـ 50 ألف ليرة، أي نحو 168 ألف ليرة لتموين 4 كيلو من المـكدوس للشتاء.
وبيَّنَ العديد من الباعة لوسائل إعلام محلية، أن أسعار مكونات المـكدوس ارتفعت عن العام الماضي بنسبة ضعف ونصف، مثلها مثل جميع المواد الغذائية والاستهلاكية التي طالها الغلاء بشكل عام، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل من أسواق الهال للمحال.
هذا وتشهد مادة زيت الزيتون أو الزيت النباتي ارتفاعا في أسعارهما، فضلا عن ارتفاع معظم السلع الاستهلاكية، ليكون ذلك الغلاء مسمارا في نعش “المكدوس”.
اقرأ أيضاً:
عضو “غرفة تجارة دمشق” توفر المواد بالسوق أهم من استقرار سعر الصرف!
التجار تطرح منتجاتها بلا أسعار.. مصدر في حماية المستهلك: جولات المسؤولين على الأسواق استعراضية
المائدة السورية