عودة سوريا للجامعة العربية.. تباين في ردود الفعل بين مؤيد ومعارض
بعد قطيعة عربية دامت 12 عاماً، أصدر وزراء خارجية جامعة الدول العربية عقب اجتماعهم بالقاهرة يوم أمس القرار رقم 8914، المتضمن استئناف مشاركة وفود الجمهورية العربية السورية باجتماعات مجلس الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتباراً من الأحد 7 أيار.
وتباينت ردود الفعل الدولية والإقليمية تجاه عودة سوريا واستعادة مقعدها في جامعة الدول العربية بين مرحبٍ ومعارض.
ورحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بنجاح سوريا في استعادة مقعدها في جامعة الدول العربية وهنأ حكومة وشعب سوريا على هذا النجاح.
وأشار كنعاني إلى أن “حل الخلافات بين الدول الإسلامية والتقارب والتآزر بينها له نتائج إيجابية في الاستقرار وإرساء السلام الشامل، كما أنه يوفر الأرضية لتقليل التدخلات الأجنبية الهادفة للربح في القضايا الإقليمية، مؤكدا أن إيران ترحب بهذا النهج”.
من جهتها، رحبت روسيا بقرار عودة سوريا إلى الجامعة وجميع الهيئات والأجهزة التابعة لها، بما يؤدي إلى تنقية الأجواء في الشرق الأوسط.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إلى أن استئناف مشاركة سوريا في نشاط جامعة الدول العربية، سيسهم في تحسين الأجواء المتوترة في منطقة الشرق الأوسط، وتجاوز تداعيات الأزمة السورية بأسرع وقت ممكن.
وقالت زاخاروفا في بيان نشر على موقع الخارجية الروسية: “ترحب موسكو بهذه الخطوة التي طال انتظارها، وكانت نتيجة منطقية لعملية إعادة سوريا إلى أحضان الأسرة العربية”.
وأعربت زاخاروفا علن أمل روسيا بزيادة الدول العربية مساعداتها لسوريا، والمساهمة في تذليل عقبات إعادة الإعمار الناجمة عن العقوبات غير المشروعة أحادية الجانب المفروضة على دمشق.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، أن العراق نادى كثيرا بأهمية أن تستعيد سوريا مقعدها في الجامعة العربية.
وأوضح الصحاف أنّ عودة سوريا إلى الجامعة على أساس حل المسألة السورية سياسيا ودعم الإرادة الوطنية السورية، إدراكا من السياسة الخارجية العراقية بأن تعزيز أمن واستقرار سوريا ينعكس على مجمل الحالة العربية، فضلا انعكاسه على أمن واستقرار المنطقة.
وأضاف، أن العراق يرى نفسه في محيط استراتيجي مهم، واستقرار أطراف المنطقة سينعكس على الحالة الأمنية والاقتصادية للعراق، مشيرا إلى أنه عملا بهذا المسار نادت وزارة الخارجية العراقية في المحافل بالمستويين الثنائي والمتعدد إلى ضرورة عودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية.
وأشار المتحدث باسم الخارجية العراقية، إلى أنه بعد مضي كل هذه السنوات، وما مرت به سوريا وما عانته، جاءت الجامعة العربية وعلى المستوى الوزاري بإقرار عودة سوريا إلى مقعدها لتسجل من جديد توقيتا جديدا للعمل العربي الجماعي على أساس التكامل المشترك الذي سينعكس على بنية العمل العربي الجماعي من جهة ويعزز أمن واستقرار المنطقة، ويعيد لسوريا وضعها ودورها ضمن نسق تفاعلاتها العربية والإقليمية والدولية.
وشدد على أنه القرار بعودة سوريا للجامعة العربية يحمل بالتأكيد انعكاسات إيجابية كبيرة، مضيفا أن العراق كان ولا يزال يطمح ان تستعيد سوريا حضورها الفاعل من خلال مبدأ التنسيق والتواصل وتعزيز رؤى الحوار مع جميع الأطراف العربية.
من جانبها، أصدرت حركة حماس مساء الأحد بيانا رحبت فيه بإعلان عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم: “نرحب بإعلان وزراء خارجية الدول العربية عودة سوريا لإشغال مقعدها في الجامعة العربية”.
وأضاف حازم قاسم: “نتمنى سرعة معالجة كل تداعيات الأزمة السورية”.
ودعا الناطق باسم حماس “لتعزيز العلاقات البينية بين كل مكونات الأمة لتصليب موقفها في مواجهة الأطماع الاستعمارية الخارجية وفي مقدمتها المشروع الصهيوني التوسعي”.
بدوره، أعلن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، خلال مؤتمر صحفي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في القاهرة: “نرحب بكل الجهود المخلصة تجاه الأزمات التي نشأت في المنطقة، والتي تراعي أبعاد الأمن القومي العربي والحفاظ على المؤسسات الشرعية”.
وكشف وزير الخارجية المصري عن “اتفاق عربي بضرورة الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية”.
وأعربت قطر عن أملها في أن يكون قرار الجامعة العربية بعودة سوريا لشغل مقعدها دافعا لمعالجة جذور الأزمة.
وقال ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيان الأحد إن “قطر تسعى دائما لدعم ما يحقق الإجماع العربي ولن تكون عائقا في سبيل ذلك”.
وأضاف الأنصاري أن موقف قطر من تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية “لم يتغير” ولا يزال “يرتبط في المقام الأول بالتقدم في الحل السياسي” للأزمة السورية.
بدوره، أكد مستشار الرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية خطوة إيجابية.
وشدد قرقاش على أن التحديات التي تواجه المنطقة تحتاج إلى تعزيز التواصل والعمل المشترك، بما يضمن مصالح الدول العربية وشعوبها.
وقال في تغريدة عبر “تويتر”: “عودة سوريا إلى الجامعة العربية خطوة إيجابية تعيد تفعيل الدور العربي في هذا الملف الحيوي”.
وأضاف أن الإمارات مؤمنة بضرورة بناء الجسور وتعظيم المشتركات بما يضمن الازدهار والاستقرار الاقليمي.
فيما انتقدت الولايات المتحدة، قرار عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، قائلة إن دمشق لا تستحق هذه الخطوة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة تعتقد أن “الشركاء العرب يعتزمون استخدام التواصل المباشر مع الرئيس السوري للضغط من أجل التوصل إلى حل للأزمة السورية التي طال أمدها وأن واشنطن تتفق مع حلفائها على “الأهداف النهائية” لهذا القرار”.
وأصدر وزراء خارجية جامعة الدول العربية عقب اجتماعهم بالقاهرة أمس الأحد، القرار رقم 8914، أعلنوا فيه استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارا من يوم 7 أيار 2023.
اقرأ أيضاً:
قرار عربي باستعادة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية.. مصادر سونا: ارتياح عربي شعبي ورسمي للقرار
مسودة قرار عودة سوريا للجامعة العربية.. مصادر سونا: توافق على استئناف مشاركة سوريا باجتماعات الجامعة
عودة سوريا للجامعة العربية