علم “سونا نيوز” من مصادر موثوقة الصحة، أن عدداً كبيراً من مسلحي “جبهة النصرة” دخلوا خلال الساعات الأربعة وعشرين الماضية إلى منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي بشكل سرّي، بناءً على طلب من قائد فصيل “لواء السلطان مراد” التركماني “فهيم عيسى”.
وقالت المصادر أن نحو /500/ مسلح من “النصرة” (هيئة تحرير الشام)، وصلوا منطقة عفرين على دفعات من ريفي حلب الغربي وإدلب، وتمركزا في مقرات فصيل “السلطان مراد” بعتادهم وأسلحتهم، حيث تم دمجهم مع مسلحي الفصيل بشكل كامل لإخفاء هويتهم الحقيقية، بهدف منع إثارة نقمة باقي الفصائل الموالية لتركيا والتي ما تزال ترفض رفضاً قاطعاً أي وجود لـ “النصرة” ضمن مناطق سيطرتها.
ووفق المعلومات التي حصلت عليها المصادر، فإن المسلحين الجدد وصلوا إلى عفرين بعد طلب مباشر من “فهيم عيسى” قائد فصيل “السلطان مراد” لزعيم تنظيم “جبهة النصرة” “أبو محمد الجولاني”، والذي لطالما يتحيّن مثل تلك الفرص للزج بمسلحيه ضمن مناطق سيطرة فصائل “الجيش الوطني” شمال حلب.
المعطيات الواردة من ريف حلب الشمالي، أشارت إلى أن قيام “عيسى” بتلك المخاطرة، المتمثلة باستقدام مسلحي “النصرة” إلى عقر داره، تأتي في محاولة منه لدرء الخطر الأكبر المتمثل في ازدياد نفوذ وقوة “محمد الجاسم” (أبو عمشة) قائد فصيل “السلطان سليمان شاه” التركماني، حيث لطالما كان الفصيلان على طرفي النقيض والمنافسة منذ تشكيلهما قبل عدة سنوات.
كما تُرجح المعطيات قرب اندلاع صراع جديد “تركمـاني- تركماني” بين الفصيلين، خاصةً بعد أن زادت قوة فصيل “السلطان مراد” بوصول دعم “النصرة”، إلا أن الورقة الرابحة بالفعل في أي صراع قد يندلع، ما تزال بيد “أبو عمشة”، والحديث عن الدعم غير المحدود والحظوة الكبيرة التي يمتلكها لدى الداعم التركي، وفق ما كان نشرة “سونا نيوز” في تقرير سابق.
وكان نشر “سونا نيوز” تقريراً حول ازدياد نفوذ وقوة “محمد الجاسم” قائد فصيل “السلطان سليمان شاه” المعروف باسم “العمشات”، وقيامه بتشكيل “دويلة” مستقلة عن مناطق سيطرة باقي فصائل أنقرة في ناحية “شيخ الحديد” بريف عفرين الغربي، وسط عجز تام عن كبحه من قيادات تلك الفصائل، في ظل العلاقة القوية والحظوة الكبيرة التي يتمتع بها “أبو عمشة” لدى الأتراك.