أقدم مسلحون من فصيل “جيش الشرقية” الموالي لأنقرة ليلة أمس، على إعدام خمسة مدنيين من عائلة واحدة، عبر إطلاق الرصاص عليهم فوق سطح المنزل الذي يقطنونه في بلدة جنديرس بريف عفرين الجنوبي الغربي، الخاضعة لسيطرة القوات التركية وميليشياتها شمال غرب حلب.
وفي التفاصيل التي نقلتها مصادر محلية لـ “سونا نيوز”، فإن أفراد عائلة “عثمان” القاطنين في بناء سكني ببلدة جنديرس، صعدوا إلى سطح منزلهم ليلة أمس لإشعال النار، “شعلة النوروز”، احتفالاً بعيد النوروز وفق الطقوس المعتادة في العيد لدى السوريين الكرد، إلا أن أفراد العائلة فوجؤوا باقتحام السطح من قبل مسلحين تابعين لفصيل “جيش الشرقية”.
وبعد مداهمتهم السطح، أمر عناصر “الشرقية” أفراد العائلة بالتوقف عن الاحتفال وإطفاء النار لأسباب تعسفية، ليبادروا بعد رفض أوامرهم، إلى فتح نيران رشاشاتهم على أفراد العائلة بطريقة وحشية، ما تسبب بفقدان الوالد وشقيقه وولديه لحياتهم على الفور، في حين أصيب الفرد الخامس من العائلة بجروح بليغة أفقدته حياته أيضاً صباح اليوم بعد تعذر علاجه.

وفور انتشار خبر الجريمة، عمت حالة من الغليان الشعبي أرجاء منطقة عفرين وخاصة في عفرين المدينة وبلدة جنديرس، وسارع الأهالي للنزول إلى الشوارع في مظاهرات احتجاجية غاضبة استمرت خلال ساعات الليل، وتجددت مع حلول صباح وظهر اليوم بالتزامن مع تشييع الضحايا إلى مثواهم الأخير في جنديرس.
الحراك الشعبي الغاضب في عفرين، أدخل قيادات فصائل أنقرة في حالة من التخبط الكبير، فعملوا بداية على إصدار بيانٍ نفوا من خلاله مسؤولية مسلحيهم عن الجريمة، مدّعين أن من الجريمة حدثت نتيجة خلاف العائلة مع مجموعة من الجوار، قبل أن يعودوا ويصدروا بياناً آخر حمّلوا فيه المسؤولية على أحد مسلحي “جيش الشرقية”.
كما حَمَلَ أحد البيانات في جعبته اتهاماً لمسلحي “هيئة تحرير الشام” بتنفيذ الجريمة بأوامر من “أبو محمد الجولاني”، الأمر الذي نفت مصادر “سونا نيوز” صحته في ظل كون مطلقي النار من المعروفين بانتمائهم وولائهم المطلق لـ “الشرقية”، إلا أن المصادر نوّهت في الوقت ذاته، بأن “الجولاني” استثمر الجريمة على الفور لصالحه من خلال إرسال عدد من الموالين له للمشاركة في المظاهرات على أنهم مدنيون، حيث طالبوا خلال مشاركتهم بعودة دخول وسيطرة “الهيئة” على عفرين لحمياتهم من بطش فصائل “الجيش الوطني”.
وبالفعل توجهت أرتال تابعة لـ “هيئة تحرير الشام” عبر معبر دير بلوط إلى مدينة جنديرس وفرضوا سيطرتهم الكاملة على المدينة وعلى كافة الحواجز المحيطة بها.
وتندرج الجريمة الجديدة، ضمن سلسلة من عشرات الجرائم التي ارتكبها مسلحو فصائل أنقرة في منطقة عفرين على وجه التحديد منذ اجتياحهم المنطقة في آذار من العام /2018/، حيث وثّقت مصادر “سونا نيوز” وجود أكثر من /200/ شخصٍ بينهم /90/ امرأة وعدد من الأطفال والمسنين، تعرضوا للقتل سواء بفعل التعذيب في سجون الميليشيات، أو عبر القتل العمد أثناء دفاعهم عن أراضيهم ومنازلهم من السرقة، أو بغية سرقة أعضائهم البشرية.
زاهر طحان – سونا نيوز
اقرأ أيضاً:
في ذكرى اجتياح أرض الزيتون.. حصيلة نزيف “عفرين” خلال سنوات الاحتلال التركي الخمس
جريمة جنديرس عيد النيروز