تستعيد الحناجر الكسيرة مجدداً قدرتها على صراخ النصر، بل إن ذاك امتد إلى طوفان بشري اقتحم العمق الإسرائيلي ومستوطنات غلاف غزة إسوة باسم عمليتهم “طوفان الأقصى”.
هي ذات المشاهد قبل خمسين عاماً، تنقلها عدسات الكاميرات بجودة أوضح وبتقنيات أعلى قياساً بتلك التكنيكات التي اتبعتها كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، بل إنها توثق وما زالت تلك الوجهة التي وضعت على شعار الحملة “الأقصى” مهما امتدت السنون.
من ساوره الشك بقدرة المقاومة على تحقيق نصر عسكري بعد نكسة عام 1967، ها هم الآن يُؤسرون من قبل القوات الفلسطينية بعد عقود من البطش، وأمام أعين العالم أجمع الذي تتكاتف أقطابه العالمية الآن مع دولة الاحتلال، فما أقرب اليوم من البارحة وما أبعده عنها في القضية الفلسطينية.
طفوان الأقصى تدخل يومها الثاني محققة إنجازات عسكرية تزيح معها الزفرات الأليمة التي أطلقها الفلسطينيون على شهدائهم طوال العقود الماضية، إذ سقط مئات القتلى والجرحى من الجانب الإسرائيلي، فيما تتواصل الاشتباكات في غلاف غزة، بل امتد التصعيد ليشمل مناطق في الضفة وجنوب لبنان.
وإزاء الاشتباكات، تحدثت تقارير إسرائيلية عن مقتل نحو 350 شخصاً، فيما أعلنت وزارة الصحة عن إصابة 1864 شخصاً، بينهم 19 بحالة حرجة، 293 بحالة خطيرة، 315 بحالة متوسطة، 715 بحالة طفيفة، إضافة إلى 20 حالة هلع و181 إصابة تخضع لمراجعة طبية.
كما ذكرت مصادر إسرائيلية أن ما يقارب 750 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين، وأن ما يصل إلى 100 شخص، بينهم أطفال، أُسروا من قبل المقاتلين الفلسطينيين، كحصيلة غير نهائية بعد أن بدأت أسارير الفجر الثاني من العملية بالبزوغ.
وفي الجانب الآخر، أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية بياناً عند الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم الأحد، حدثت فيه حصيلة الشهداء والجرحى جراء التصعيد الأخير.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة في آخر تحديث لأرقام ضحايا الغارات الإسرائيلية على القطاع، أن عدد الشهداء ارتفع إلى 313 شخصاً بينهم 20 طفلاً، فيما بلغ عدد المصابين 1990 شخصاً، وأضاف البيان أن حصيلة الجرحى في محافظات الضفة الغربية تجاوزت 50 إصابة بجروح طفيفة ومتوسطة.
ورغم استشهاد الفلسطينيين والتصعيد العسكري من قبل قوات الاحتلال واستهدافه التجمعات السكنية، إلا أن هنالك ابتسامات من غلالة الأسى يطلقها أبناء الشعب الفلسطيني، وكان بعضهم بين أكبرهم سناً يحملون حتى سنوات كثيرة وطأة النكبة وخيبة النكسة.
أقرأ أيضاً:
“طوفان الأقصى” سلسلة من الصواريخ تستهدف مواقع العدو.. وحزب الله يبارك العملية ونتنياهو يتوعد
مسؤول “اسرائيلي”: تشويش شديد في مطار “بن غوريون” مصدره سوريا ولبنان