قطاع الاتصالات شرق الفرات حكراً في يد “قسد”
يعاني أهالي محافظة الحسكة منذ عام 2012 من خدمات الاتصالات والانترانت والانقطاعات المتكررة لفترات طويلة لهذه الخدمات.
فبعد انقطاع الكبل الضوئي الذي يغذي محافظة الحسكة من حلب بين عامي 2013 و2014 نتيجة تفجيره من قبل المجموعات المسلَّحة المنتشرة آنذاك في المنطقة ومنع موظفي شركة الاتصالات من إصلاحه وخطف أحد الموظفين الذي مازال مصيره مجهول حتى اليوم، سارعت الحكومة السورية عبر الشركة السورية للاتصالات لربط المحافظة عن طريق المقاسم وكبل ضوئي فرعي بمحافظة دير الزور، لتنقطع الاتصالات الخلوية والانترنت وحتى الاتصالات الأرضية بين محافظة الحسكة وباقي المحافظات.
ودام الانقطاع ستة أشهر ليتم تركيب محطة ربط فضائية بالقمر الصناعي الصيني بالتعاون مع شركة صينية بجبل كوكب غرب مدينة الحسكة وتعود بعدها تغذية المحافظة بالاتصالات الخلوية والأرضية مع باقي المحافظات وتغذية البنوك والدوائر الحكومية بالأنترنت لكن دون إعطاء الأهالي خطوط منزلية أو تجارية، وضعف كبير في خدمات الاتصال الخليوية وخصوصا الانترنت وما لها من تكلفة كبيرة.
الأهالي سعوا خلال فترة الانقطاع إلى إيجاد حلول بديلة للتواصل مع العالم الخارجي رغم التكلفة العالية لهذه البدائل ففي المناطق المحاذية والقريبة من الحدود التركية بدأ الأهالي وأصحاب مقاهي الانترنت استخدام الخطوط التركية في بداية الأمر مثل تورك سل وتورك تيليكوم ومحلات بدائية تبيع خطوط تركية.
خدمات الانترنت شرق الفرات الانترنت الفضائي في الحسكة
خدمات الانترنت شرق الفرات الانترنت الفضائي في الحسكة
وبعد فترة تطور الموضوع وقام بعض أصحاب المقاهي بمدينة القامشلي بوضع صحون لاقطة عن طريق بعض المخدمين بمدينة نصيبين التركية المحاذية لمدينة القامشلي السورية وسحبوا خطوط انترنت تركية لتغذية مقاهيهم وبعض المنازل مقابل اشتراكات شهرية.
وكذلك الأمر في المدن القريبة من الحدود التركية بشمال محافظة الحسكة المناطق القريبة من الحدود العراقية وبالتحديد قرى تل علو والسويدات الفوقاني والتحتاني وبلدة اليعربية الذين يستخدمون الخطوط العراقية.
أما في مدينة الحسكة وريفها الجنوبي بدأ أصحاب المقاهي بتركيب الصحون اللاقطة أيضاً واستخدام انترنت فضائي عبر باقات ثلاثة أشهر أو ستة أشهر.
ومع التهديدات التركية عام 2019 ودخول الجيش التركي إلى بعض مناطق ريفي الحسكة والرقة، أصدرت “الإدارة الذاتية الكردية” قرار يمنع استخدام الشريحة التركية والانترنت التركي، بذريعة أنَّ تركيا تستخدم خطوط الإنترنت بغرض التجسس على قوات “قسد” والمناطق التي تسيطر عليها.
بعد بسط “قسد” سيطرتها على كامل منطقة ما يعرف بـ “شرق الفرات” كان يجب أن تستثمر موضوع الانترنت وتجعله حكراً لها، لما لهذا القطاع من أرباح كبيرة يدرّه عليها.
وقامت “قسد” بتوقيع اتفاق مع شركة سويسرية في شمال العراق، مدّت عن طريق شركة أرسيل كبل ضوئي ونصبت مئات الأبراج بمناطق سيطرتها كان آخرها ثلاثين برج بمدينة الرقة و25 برج بريف منطقة الشدادي جنوب الحسكة.
وهي المرة الأولى التي يتم عقد اتفاق لشركة اتصالات دولية مع فصائل ومليشيات خارجة عن القانون فبحسب خبراء أن القوانين الدولية تحظر التعامل بموضوع الانترنت والاتصالات سوى مع الدول فقط.
وأسمت “قسد” الشركة “أرسيل روج آفا” وفي عام 2019 أصدرت قرار يمنع استخدام الإنترنت في مناطق سيطرتها سوى عن طريق شركة أرسيل.
توفّر شركة أرسيل خدمة الإنترنت من الجيل الرابع لمشتركيها، وتتبع لمؤسسة “فالين” التي تزود مناطق “الإدارة الذاتية الكردية” شمال شرق سوريا بالإنترنت عبر كابل ضوئي من إقليم كردستان العراق.
وجميع تعاملات شركة الاتصالات مع “الإدارة الذاتية الكردية” ومع الموزعين الرئيسيين حصراً بالدولار.
وبحسب مصادر مطلعة لـ “سونا نيوز” فإن شركة “فالين” تحظى بدعم أمني وتسهيلات إدارية وخدمية كبيرة داخل “الإدارة الذاتية الكردية” وسط اتهامات بأن ملكيتها الحقيقية تعود إلى متنفذين ومسؤولين كبار في “الإدارة”.
وتابعت المصادر أنه كثيراً ما تتدخل أجهزة “قسد” الأمنية لصالح شركة “فالين” ضد مستثمرين وموزعين آخرين للإنترنت، وتصادر أجهزتهم وتمنعهم من العمل في بعض المناطق وتضيق الخناق على كل من يحاول منافسة الشركة.
وتابعت المصادر أن شركة فالين التي تبيع أصحاب مقاهي الإنترنت باقة مفتوحة الحجم بسرعة 1 ميغا وبسعر 6.5 دولار، تدفع منها 2 دولار إلى ما تسمى “مديرية الاتصالات” التابعة “للإدارة الذاتية الكردية”.
وأضاف المصدر أن الشركة التي تعمل في مناطق سيطرة “قسد” تعود ملكيتها لشخص ينحدر من مدينة المالكية ولكن بالحقيقة أنَّه واجهة فقط فالمعلومات تقول إن ملكيتها تعود لقياديي “قسد” القادمين من جبال قنديل أو الموجودين بجبال قنديل.
يُشار إلى أنَّ “قسد” أغلقت مؤخراً كل محلات الانترنت بمدينة الشدادي رغم أن هذه المحلات لديها ترخيص من “الإدارة الذاتية” بذريعة أنَّ هذه تعليمات من المخابرات الأمريكية الموجودة بالقاعدة الأمريكية في مساكن حقول الجبسة “سابقاً” ضمن مدينة الشدادي.
ليُفاجئ الأهالي بافتتاح أحد قيادي “قسد” صالة انترنت في المدينة حيث أصبح المالك الوحيد لمحل انترنت في الشدادي.
كما تكررت الحادثة في مدينة الرقة، حيث تمّ إغلاق عدد من المحلات مؤخراً ومصادرة معداتهم بحجة أنهم يستخدمون انترنت تركي برغم امتلاكهم رخصة من “الإدارة الذاتية” واستخدامهم انترنت من شركة أرسيل، ليفتح بعض قيادي “قسد” محلات بنفس الأحياء التي تمّ إغلاق المحلات فيها.
مراسل المنطقة الشرقية – سونا نيوز
خدمات الانترنت شرق الفرات الانترنت الفضائي في الحسكة
خدمات الانترنت شرق الفرات الانترنت الفضائي في الحسكة
خدمات الانترنت شرق الفرات الانترنت الفضائي في الحسكة
أقرأ أيضاً:
في حادث غامض.. إصابة 22 جندياً أمريكياً شمال شرقي سوريا
أوقع قتلى وجرحى.. قصف تركي يصيب آليةً روسية وتصعيد كبير شمال حلب