"قمة الرئيس الأسد" في جدة

“قمة الرئيس الأسد” في جدة

“قمة الرئيس الأسد” في جدة

“قمة الرئيس الأسد في جدة” شعار أطلقه مغردون عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” واجتاحه كالنار في الهشيم، والمغردون محقون به، فالقمة العربية العادية رقم “32” في جدة غداً لن تكون كسابقاتها، إذ لن يكون لحضور الملوك والرؤساء العرب ذاك الوهج السياسي الكبير الذي سيطغى على أعمالها، بل سيكون لحضور القائد العربي الرئيس السوري بشار الأسد، كل الألق السياسي وبقعة الضوء في عتمة السياسة العربية التي اجتاحتها سنين طوال.

مشاركة الرئيس الأسد المرتقبة في “قمة جدة” هي انتصارٌ سياسيٌ كبيرٌ لسوريا مهما حاول محور الأعداء التشويش عليه، أو التقليل من شأنه، لن يستطيعوا تغطية الشمس بغربالهم الأسود، فالأسد المنتصر في قلب قمة جدة العربية، محور الاهتمام العربي والدولي شاء من شاء وأبى من أبى.

وزيارة الرئيس الأسد الى المملكة العربية السعودية، لن تكون فقط للمشاركة بالقمة بل بحسب المراقبون ستكون في شقها الأساسي عقد لقاءات مع قادة المملكة وخصوصا ولي عهدها محمد بن سلمان، والذي يؤمل منه عربيا وسورياً الكثير الكثير من النتائج التي ينتظرها الشارع العربي من المحيط إلى الخليج، والسوريون خصوصا كجزء من خشبة خلاص لهم من تداعيات حرب طالت أمدها.

بعد نحو 13 عشر عاما من آخر زيارة للرئيس الأسد، سيحط الرئيس السوري بشار الأسد في الرياض في “زيارة دولة” وصفت بأنها التطور الأهم بالمنطقة.

فالذاكرة السياسية العربية حتى الأمس القريب، تستذكر الحلف العربي الثلاثي “سورية مصر السعودية” لما كان له من الدور الأبرز في تطوير العمل العربي المشترك، وفي تجاوز عقبات هذا التطوير في سنين سياسية خلت، وفي حلحلة المشاكل السياسية العربية البينية.

آخر زيارة للرئيس الأسد الى المملكة العربية السعودية كانت خلال شهر تشرين أول من عام 2010، زيارة قصيرة استقبله خلال آنذاك الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز وبحثا فيها مجمل التطورات بالمنطقة، وعلى رأسها ملفات فلسطين ولبنان والعراق، وآفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها في جميع المجالات، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين، الى جانب ضرورة عدم ترك مجالات لأي تدخلات أجنبية، وزيارة اليوم تؤسس لمرحلة سياسية جديدة بالمنطقة ولحراك عربي جديد فيها يشمل دول المنطقة العربية.

ثلاثة عشر عاما كانت كافية لرأب الصدع واعادة الأمور إلى نصابها بعدما أصاب العلاقات السورية السعودية خصوصا والسورية العربية عموما “صدأ” الهيمنة الأمريكية والغربية بمقتل، ناهيك عما تخللها من حرب إرهابية دولية ضد سوريا وشعبها وخياراتها ومواقفها الثابتة.

زيارة الرئيس الأسد إلى السعودية والمشاركة في قمة جدة بعد السنوات العجاف، تختلف في ظروفها عن الظروف والتطورات التي حدثت عام 2010، فالزيارة المرتقبة، تأتي بعد قرارات وتطورات سياسية متسارعة عقب تغييب دمشق عن الجامعة العربية لمدة زادت على 12 عاماً، بعد تجميد عضويتها زورا في الجامعة العربية، لتعود المياه السياسية الى مجاريها بقرار من مجلس الجامعة مؤخرا باستعادة سوريا لمقعدها بالجامعة، وعودة علاقاتها مع السعودية وغيرها من الدول العربية، ناهيك عن التطورات الدولية، التي كانت لسوريا بصمة فيها على صعيد إحباط المخططات الغربية الرامية ليس لاستهداف سوريا فحسب بل المنطقة العربية والشرق الأوسط وربما العالم بأسره.

صمود سوريا على مدى سنوات الحرب والتضحيات الجثام التي قدمتها وكفاحها ضد الإرهاب العالمي نيابة عن العالم أثمر نصرا اكيداً على الارهاب وعلى داعميه، الذين خابت أمانيهم بتغيير سياسة سوريا ومبادئها الوطنية والقومية لتكون زيارة الرئيس الأسد الى السعودية تأكيداً على تمسك دمشق بخيار العروبة أولاً، والمقاومة ثانياً وبثوابتها الوطنية والقومية ثالثاً، ولتثبت دمشق للعالم أنها عصية على الهيمنة والتقسيم، رغم الجراح التي أصابتها سواء من ذوي القربى العرب أو من الغرب المتصهين.

الحدث الأهم خلال أكثر من عقد من الزمن ينتظره العرب الأحرار بفارغ الصبر فزيارة الرئيس الأسد إلى السعودية، هي محصلة المناخ الايجابي الذي بدأت ملامحه تطفو على السطح منذ عدة أشهر، وتجلت أكثر من خلال أزمة الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا خلال شهر شباط الماضي، حيث بدأت الدول العربية تتحسس خطأها بالقطيعة مع سوريا، التي ما بخلت يوماً بموقفها لمساندة أي دولة عربية، ولا بعطائها في سياق دفاعها عن العروبة فهي “قلب العرب النابض” كما وصفها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وستبقى كذلك.

ملفات متشابكة وكثيرة سيتم مناقشتها خلال الزيارة المرتقبة سواء مع القادة العرب أو مع قادة المملكة العربية السعودية، ونتائج وآمال تبنى عليها بالمرحلة المقبلة، وخصوصا بالنسبة لسوريا وشعبها الذي عانى ومازال يعاني من تبعات الحرب والارهاب والحصار، فيما يؤكد سياسيون أن زيارة الرئيس الأسد إلى السعودية هي مفتاح حلول مشاكل المنطقة، وليس فقط في سوريا، ومنهم من رأى فيها عنواناً لحقبة عربية جديدة، في مواجهة التدخلات الخارجية الأجنبية والغربية على حساب الحقوق العربية.

ملامح مرحلة جديدة بدأت ترتسم بالأفق لعل أبرز تجلياتها، ظهور ملامح عصر جديد متعدد الأقطاب تقوده روسيا والصين، فيما سيكون “الحلف العربي الجديد” الذي بدأ بالتشكل إلى جانب مبدأ تعددية الأقطاب بعد عهود من التبعية للغرب، الذي لم يجلب للمنطقة العربية سوى الدمار والحروب والإرهاب والفقر.

 

أديب رضوان – سونا نيوز

 

"قمة الرئيس الأسد" في جدة

“قمة الرئيس الأسد” في جدة قمة جدة القمة العربية

 

اقرأ أيضاً:

 

على طريق خلاص المنطقة

اقرأ أيضاً: على طريق خلاص المنطقة

 

عاد العرب إلى قلبهم النابض

اقرأ أيضاً: عاد العرب إلى قلبهم النابض

عن ali

شاهد أيضاً

موقع إعلامي أمريكي يكذب "البنتاغون" و يكشف حقيقة قاعدة البرج الأمريكية شمال الأردن ؟

موقع إعلامي أمريكي يكذب “البنتاغون” و يكشف حقيقة قاعدة البرج الأمريكية شمال الأردن ؟

موقع إعلامي أمريكي يكذب “البنتاغون” و يكشف حقيقة قاعدة البرج الأمريكية شمال الأردن ؟ بعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *